نجاح شيشاوة في استقبال “رالي” السيارات العتيقة يقودها الى تدشين الديبلوماسية الموازية للمدن الصاعدة ومهتمون يؤكدون أهمية الحدث لتسويق التراث اللامادي لبلادنا

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن
في اطار تعزيز الدور الريادي لبلادنا في احتضان التظاهرات الرياضية ذات الطابع الديبلوماسي الموازي، خص بوعبيد الكراب عامل اقليم شيشاوة الرالي الكلاسيكي الذي حط رحاله بمدينة شيشاوة، صباح يوم أول أمس الأربعاء فاتح ماي، باستقبال كبير أبهر ألمع النجوم الدوليين لهذه الرياضة العريقة المغاربة والأجانب.
هذا فقد وجد ضيوف شيشاوة القادمين من الجارة اليوسفية والذين يقودهم أحد الأمراء القطريين في استقبالهم عامل اقليم شيشاوة، السعيد المهاجري رئيس المجلس الاقليمي، محمد العطياوي كاتب عام عمالة شيشاوة، هشام دحو رئيس قسم الشؤون الداخلية، احمد الهلال رئيس المجلس الجماعي الى جانب السلطات المحلية وعدد من رؤساء المصالح الخارجية والأمنية.
وقدمت للمشاركين في هذه التظاهرة الدولية وصلات وعروض فنية من قبل فرق فلكلورية في اطار التعريف بالثراث اللامادي لاقليم شيشاوة الغني وعموم المملكة الضارب في عمقه الحضاري الانساني، كما هو حال لفن أحواش امنتانوت، فرقة تسكوين، فضلا عن تقديم هدايا رمزية من قبل عامل صاحب الجلالة على اقليم شيشاوة للضيوف الرياضيين وهي عبارة عن زرابي تعكس الهويات المتعددة والمتعايشة في واحدة من الجغرافيات المكونة لجهة مراكش اسفي بين الأمازيغي والعربي وهو ما تعكسه الرموز المنسوجة بأنامل نسائية في اطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى عاهل البلاد انطلاقاتها منذ سنة 2005.
كما قدمت عروض رياضية في فنون الحرب لأبطال محليين في شخص جمعية التحدي لفنون الحرب التي فازت مؤخرا بكأس ولي العهد وسط اندهاش الحضور بمستوى العرض.
ولأن الكرم من شيم المغاربة والعرب، فقد اقيم حفل شاي يليق بمستوى التظاهرة وضيوف الاقليم، وهو الأمر الذي لقي استحسانا من الساكنة، سيما وان مستوى التنظيم وحفاوة الاستقبال سابقة في تاريخ مدينة صاعدة كشيشاوة شكلا ومضمونا.
واجمع المشاركون في “رالي” السيارات الكلاسيكية عن تقديرهم لساكنة المدينة ومسؤوليها بقيادة عامل الاقليم،وتعهدوا بإعادة زيارة المدينة في النسخ المقبلة لهذه التظاهرة الدولية، خاصة وأن الرالي الكلاسيكي المغرب أصبح موعدا لا محيد عنه بالنسبة للمولوعين بالسيارات التقليدية والذين يكتشفون المغرب الغني بمناظره الطبيعية الأخادة وبكرم مواطنيه بكل جهاته وهي الميزات التي تجعل من المنظمين لتظاهرات من هذا المستوى الدولي يفضلون وجهة المغرب لامتاعه للمتنافسين.
واعتبرت فعاليات مهتمة بالشأن التنموي لمدينة شيشاوة هذا الحدث بالهام، لما سيكون له من ادوار عمودية وافقية وطنيا ومحليا، الأولى من جهة الدبلوماسية الموازية المدن الصاعدة للترافع والتعريف بالمغرب وقضاياه الوطنية وقيمه المعتدلة والسمحة المبنية على الانفتاح والثانية من جهة تعزيز التسويق الترابي لمدينة استراتيجية بين شمال المغرب وجنوبه. مبرزة ان تظاهرات من هذا المستوى رياضية كانت أو علمية أو فنية ستسهم الى جانب جهود الفاعلين الترابيين والمؤسساتيين الترافعية جهويا ومركزيا في النهوض بالمؤشرات التنموية للمدينة والاقليم عامة.