أقديم..”تدريج التعليم العمومي: من أجل فهم أدق و أعمق”
محمد أقديم
القضية ليست قضية مفردات و ألفاظ عامية ليس لها مرادفات في اللغات الفصيحة، فتم إدارجها في المقررات الدراسية الرسمية في السنوات الاولى للسلك الابتدائي من المدرسة العمومية، هذا تحجيم للقضية وتقزيم لها، قصد التمويه و التغليط، لأن الأمر لو كان لغويا صرفا لتم إدراجها كذلك في مقررات الفرنسية للمدارس الخصوصية. القضية مرتبطة بسياسة تعليمية تستهدف مستقبل ودور المدرسة العمومية في المجتمع، في علاقتها بالمؤسسات الاجتماعية الأخرى لأهداف سياسية وغايات اجتماعية بعيدة المدى.
البطبوط و البغرير وأرخصيص ورفيسة و غيره مما تنتجه الأسرة و الشارع يوميا من عشرات المفردات والألفاظ ومما تبدعه باقي “المؤسسات” الإجتماعية من أنماط الفنون والثقافة الشفوية والأدب الشعبي. كل هذا الرصيد أو المنتوج الثقافي تنتجه الأسرة والشارع والمؤسسات الطبيعية والمدنية في المجتمع، وتتداوله بشكل شفوي، وتتوارثه الأجيال بالتنشئة. وغالبا ما يطغى على هذا المنتوج الطابع الخصوصي والمحلي للمجتمعات، بحكم تنوع الخصوصيات الجغرافية والاجتماعية واللسنية والتاريخية لكل منطقة وجهة، وكل هذا يعتبر مرحلة أولية وابتدائية في التنشئة والتربية.
أما المدرسة العمومية فهي مؤسسة رسمية ذات طابع عام عابر للجهات والمناطق والمدن والقبائل والألسن والثقافات المحلية، فمهمتها ودورها هو تعليم النشئ ما لا تسطيع لا الأسرة ولا القبيلة ولا الجمعيات و لا الشارع تعليمه للنشئ، فهي مرحلة ثانية وراقية في التنشئة والتربية والتعليم تتجاوز المرحلة الأولية والشفوية، و لذلك فهي لا تعتمد اللغة الأمية (الشفوية) ذات الطابع المحلي ( معجما وتركيبا)، بقدر ما تعتمد على لغة مكتوبة وممعيرة، و ليس دور المدرسة العمومية تكرار دور الأسرة والشارع، وإعادة إنتاج ما ينتجانه، فهي تنتج وتعلم الثقافة العالمة، ذات الأبعاد الوطنية والعالمية. و إذا صارت المدرسة العمومية تزاحم الأسرة والشارع والمجتمع المدني في مهامها، فإنها تفقد مبرر وجودها و رسالتها. يمكن للمدرسة العمومية في مراحلها العليا ( الجامعة) أن تهتم بدراسة الثقافة الشعبية و الأدب الشفوي و اللغات الشفوية دراسة علمية بمناهج علمية، و تعمل على صيانتها و توثيقها، و لكن هذا في الأسلاك العليا من الجامعة.
أما تدريس وتعليم اللغات الشفوية في الأسلاك الابتدائية من المدرسة العمومية فليس سوى خلطا لأدوار المؤسسات في المجتمع، هذه الأدوار تتكامل في ما بينها و لا تتعارض، للأسرة مكانتها ووظيفتها، وللشارع دوره و للمدرسة وظيفتها، و هذه الأدوار والوظائف لا تتداخل ولا تتناقض بقدر ما يكمل بعضها بعضا، دون أن تحتل مؤسسة محل مؤسسة أخرى.
ففي مجال تعليم اللغة و تلقينها، فالأسرة تعلم الطفل لغة البيت أو ما يسمى ب”لغة الأم”، كما يلقنه الشارع الثقافة و الفنون الشعبية، في حين تقوم المدرسة بدور أكبر يتجلى في تعليم الطفل وتلقينه اللغة أو اللغات والفكر والثقافات التي لا تستطيع لا الأسرة و لا الشارع و المجتمع المدني تلقينه إياها. وعليه فهؤلاء الذين يسعون إلى التدريس بالعامية هدفهم هو توظيف المدرسة في سجن المجتمع برمته في مرحلة “الأمية”، أو مرحلة ” لغة الأم” أو المرحلة الشفوية، و أن لا يتجاوزها إلى مرحلة المدرسة والكتابة والعلم.
و اعتماد السياسية التعليمية المغربية ل” التدريج” تدريجيا وراءه أهداف خطيرة يسعى المستأثرون بالثروة والمستبدون بالسلطة إلى تحقيقها، وهي جعل التعليم العمومي يعيد إنتاج الأمية والثقافة الشعبية بشكل فولكلوري وبالمفهوم السياحي للفلكلور، في وقت لا يستطيع فيه معظم خريجي التعليم العمومي ولوج الجامعة، فأقصى ما يمكن أن يصلوا إليه هو البكالوريا، حيث يتم توجيههم إلى التكوين المهني، فالأفق المهني لخريجي المدرسة العمومية مستقبلا هو الاشتغال كيد عاملة، و في أحسن الأحوال كتقنيين، في المعامل والمصانع والحقول والضيعات، أي كل ما له علاقة بالعمل اليدوي والعضلي والحرفي، لأن اللغة الدارجة التي سيدرس تلاميذ المدرسة العمومية مستقبلا بها، نظرا لإرتباطها بحيثيات الحياة العملية اليومية للناس، يجعلها تنحصر في كل ما هو عملي ملموس وكل ما هو ممارستي محسوس، وتفتقد في معجمها للتجريد والتنظير والتفكر والتخيل، فهذه القدرات الذهنية هي التي تشكل قاعدة اكتساب العلوم النظرية والتطبيقية، ويتم تنميتها باللغات العالمة ( الفصيحة)، ولهذا يركز عليها التعليم الخصوصي، لأنها هي الأداة لإنتاج الثقافة العالمة ( علوما وفنونا)، والذي ستكون الجامعة والتعليم العالي مستقبلا حكرا على خريجيه، ليتخصصوا في علوم التنظير والتدبير والإدارة والتكنولوجيا، ليتخرجوا كأطر عليا (مهندسين و أطباء و مدبرين – سياسيين(صانعي القرار) – مقاولين – رجال أعمال.. ).
اقرا أيضا
الشرطة القضائية بشيشاوة تقود حملة تطهير وتوقف مروجا للماحيا بالخريبات
عاجل.. سائق شاحنة “بيكوب” مخمور يدهس عنصري أمن بالسد القضائي لشيشاوة
حزب الاستقلال يدعو الى احداث نواة جامعية ودعم الفلاحين والصناع التقليديين وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بإقليم شيشاوة
حزب بركة يعقد دورة مجلسه الإقليمي العادية تحت شعار “تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن”
الذكريات الوطنية وأبعادها التربوية والشرعية في ترسيخ قيم المواطنة موضوع ندوة علمية بالزاوية النحلية
شرخ داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بجماعة كماسة بإقليم شيشاوة بسبب تصويت ثلاثي على إقالة نائب الرئيس
تغطية الأولى للندوة الوطنية:”دور الفعاليات المدنية والأكاديمية في الترافع من أجل قضية الوحدة الترابية” بسيدي المختار
البرلماني الاستقلالي آيت أولحيان يترافع من أجل إخراج مشروع النواة الجامعية بشيشاوة إلى حيز الوجود
الدكتور الغالي يفكك من شيشاوة جدلية الولاء بين القبيلة والدولة ويؤكد قدرة الملكية في المغرب على ضمان استمرارية اللحمة الداخلية للأمة المغربية
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- العثور على فلاح مشهور جثة هامدة بضيعته الفلاحية وسط صدمة أسرته و معارفه
- امتيازات ضريبية وشراكات عسكرية تدعم تحقيق المغرب للسيادة الدفاعية
- هذا نص خطاب الملك محمد السادس
- الملك يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون الجالية المغربية بالخارج
- عودة ترامب للرئاسة تعزز التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة
- الملك محمد السادس: هناك من يستغل قضية الصحراء لتصريف مشاكله الداخلية
- وفاة عيسى حياتو رئيس الكاف الأسبق في باريس عن عمر ناهز 77 عاما
- أولمبياد باريس.. المنتخب الوطني لكرة القدم يظفر بالميدالية البرونزية بتغلبه على نظيره المصري في مباراة الترتيب (6-0)
- العداء سفيان البقالي يهدي المغرب ميدالية ذهبية في أولمبياد “باريس 2024”
- المنافسة الأولمبية لكرة القدم .. المغرب يهزم العراق ويتأهل إلى ربع النهائي
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- بمناسبة عيد العرش المجيد، حفل التميز بمديرية التعليم شيشاوة: تكريم للجهود وتحفيز على الابتكار8
- مؤسسة الخط بشيشاوة تحتضن امتحانات شهادة السلك الإعدادي فئة الأحرار – دورة يوليوز 20248
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8
لا افهم اللغة الامية اللغة الممعيرة كيف للغة تفتقد في معجمها الى التجريد والتفكر و التخيل ان تنتج فنا و فولكلورا هل عملية التجريد و المفكر و التخييل عمليات دهنية ام لغوية هل اللغات الاخرى الضينية و اليابانية و العبرية وغيرهم ممن التحقوا عنوة بركب الحضارة و صاروا مساهمين في الانتاجات العلمية و الصناعية لم يتات لهم ذلك الا باعتماد على اللغات التي سميتها العالمة الفصيحة ليس هنا مجال اثبات ذلك و نكتفي بالفول تجاوزا ان ان اللغة مراة تعكس قدرة صاحبها على الانخراط في التاسيس