معاناة في صمت..سيدات بشيشاوة ضحايا الاستغلال مقابل أجر شهري يتراوح بين 500 و 1000 درهم

حليمة اليعقوبي – شيشاوة الآن
تعيش النساء المستخدمات في محلات التجارية وبعض الشركات من مقاهي ومطاعم والمؤسسات الخاصة بمدينتي شيشاوة وامنتانوت، حالة من الإستغلال البشع المنافي لقيم المقاولة المواطنة، حيث يجري استغلال المئات من السيدات مقابل أجر مالي زهيد يتراوح ما بين 500 درهم و 1000 درهم، علما أن غالبية اللائي يجري استغلالهن يحملن شواهد جامعية وثانوية ويقضين ساعات أكثر من تلك التي حددها القانون وفقا لمدونة الشغل.
واستنادا إلى بعض المشتكيات، فإن بعض أرباب العمل يقومون باستغلالهن دون عقد عمل كما تنص على ذلك المادة 9 من القانون 99-65 المتعلق بمدونة الشغل والقاضي بحق المرأة في إبرام عقد الشغل، أو التصريح بهن لدى مؤسسات الضمان الاجتماعي، إلى جانب الشطط الذي يطالهن من مشغليهن، حيث يتم طردهن من العمل لأتفه الأسباب دون أجر عملها أو تعويض عن مدة العمل.
وفي تصريح للجريدة تقول إحدى السيدات العاملات بأحد المطاعم بمدينة شيشاوة، والتي فضلت الكشف عن هويتها، أن المرأة في مدينة شيشاوة تشكو ما وصفته بجرائم المشغلين في حق المستخدمات، حيث أكدت أنها تقصد مقر عملها منذ الساعات الأولى من صباح كل يوم ولا تغادره إلا في ساعات متأخرة من الليل، دون الاستفادة من أوقات الراحة اللازمة في اليوم ولا العطلة الأسبوعية.
فيما قالت سيدة أخرى تعمل منظفة بإحدى الشركات الخاصة بالنظافة، بأنه لم يعد من المقبول أن تتقاضى أجرى شهري محددا في 800 درهم، في الوقت الذي نجد ارتفاعا صاروخيا لأسعار المواد الغذائية وغلاء كل لواز المعيشة، حيث قالت:”الزيادة في الدقيق والزيت والحولي…والأجور مجمدة، بسبب تخلي الدولة عن المستخدمات وغياب المراقبة المنوطة بمفتشي الشغل والسلطات”.
فهل ستتدخل السلطات المعنية وعلى رأسها وزارة التشغيل بزجر تعسفات التشغيل وإنصاف السيدات ضحايا الاستغلال، أم أن الأمر سيترك ليوم 8 مارس، لتطل علينا الجمعيات الحقوقية النسائية ومعها الإعلام العمومي لتذكرنا بمعاناة المرأة؟