فضيحة..ملاعب القرب لأبناء المحظوظين وواد “بوميا” للمهمشين بشيشاوة

سمير الخصاصي – شيشاوة الآن
لا حديث في صفوف شباب مدينة شيشاوة في الآونة الأخيرة، إلا عن زيغ ملاعب القرب عن الفلسفة التي أحدثت من أجلها منذ تبنيها كإستراتيجية موجهة لفائدة شباب الأحياء الهامشية، حيث لا يستفيد من خدماتها سوى الفئات المحظوظة بشكل من الأشكال، أمام غلاء التسعيرة التي حددتها المديرية الإقليمية للشباب والرياضة كمقابل مالي لعملية الاستغلال من جهة وغياب المساواة المرفقية من جهة ثانية في وقت وضع فيه المغرب دفتر تحملات لدى “الفيفا” لتنظيم كأس العالم 2026.
إن تحويل أبناء حي أولاد إبراهيم، الذي يعتبر من أكبر الأحياء السكنية بالمدينة لواد “بومية” إلى ملعب لممارسة كرة القدم الرمضانية بمنطق “الطبيعة تخشى الفراغ”، رسم علامة حضرية سلبية عن المدينة في وقت تتنافس فيه المدن المجاورة على بناء علاماتها الحضرية والعمرانية بواجهات ومنشات لإغراء رجال المال والأعمال في سياق ما بات يعرف لدى المختصين في السياسات العمومية بالتسويق الترابي للمجالات العمرانية الصاعدة كحالة شيشاوة، غير أن المسؤولية لا تقع على شباب هذا الحي الذي أبدع في التعبير عن سخطه برمزية دالة وعميقة عن رفضه لإقصائه من الارتفاق لمنشات رياضية موجهة في أصلها وعلتها كمداخل للقضاء على الإقصاء والتهميش الاجتماعيين.
وحملت مجموعة من الطاقات الشابة بالمدينة المسؤولية في هذا الإقصاء الممنهج لأبناء الأحياء المهمشة لكافة الفاعلين بالمدينة لعدم قدرتهم سويا على بلورة حلول ناجعة تجعل هذه المنشات الرياضية مفتوحة في وجه العموم ووفق برنامج مسطر يتقيد الجميع باحترامه لضمان العدالة المرفقية بين مختلف الفئات العمرية لأبناء المدينة، بالرغم من وجود جمعية أوكلت لها مهمة التسيير والتي لم تخرج عن فلسفة وقيم الرأسمالية السوقية وتمكين المحظوظين وحوارييهم على حساب المهمشين، فهل ستتجه السلطات المعنية بالشأن الرياضي الى الجلوس مع كافة المتدخلين المعنيين للتفكير في حلول عملية ناجعة لتجاوز هذه الصورة المسيئة للمدينة والتي قد يستغلها خصوم ملف “موروكو 2026” الى جانب العشرات من هذه المشاهد في عدد من المدن، لأنه لا يكفي أن نضع مبدأ المساواة الدستوري على ناصية ألسنتنا من مواقع مسؤوليتنا بقدر ما أضحت الحاجة ملحة للعمل به ميدانيا؟