*/

الرئيسية > غير مصنف

  • السبت 10 يونيو 2017 - 04:31

سنة 19988؛ كنت في زيارة أكاديمية لمختبر الآليات الصناعية بجامعة “كاين” بفرنسا. كان مدير المختبر استاذا مغربيا كبيرا، هاجر إلى فرنسا بعد أن درس لمدة قصيرة بالمدرسة المحمدية للمهندسين. كنت لا زلت أحضر رسالة دكتوراه الدولة وقد دعاني الأستاذ محمد مساعد إلى زيارة المختبر الذي يشرف عليه بالجامعة الفرنسية قصد الاحتكاك بالباحثين الذين يعملون تحت إمرته في ميدان الآليات الصناعية وتبادل المعلومات والتجارب. كنت يومها أقوم بأبحاثي العلمية في حقل جديد في ميدان أنظمة التحكم الآلي كان مثيرا لفضول الباحثين. اندمجت مع أساتذة وباحثي المختبر، الذين كان جلهم فرنسيين وانخرطنا في سجالات كثيرة، في غالبها ذات طابع علمي، لكنها لم تخل أحيانا من الحديث عن الكرة، لأن الزمن كان وقت تنظيم المونديال. والحديث عن الكرة كان يجرنا إلى التعبير عن حب الوطن… أذكر أنهم كانو متطرفين في حبهم لفرنسا، وكنت جد متطرف في حب المغرب. كان الجدال يجرنا إلى التفاخر ببلداننا. قالوا لي المغرب كان مستعمرة فرنسية، قلت لهم إن المغرب استعمر فرنسا قرونا قبل أن تأتينا فرنسا عبر معاهدة الحماية، وإن المغرب كان امبراطورية تمتد من جنوب فرنسا إلى نهر السنغال وإن الدولة المغربية أسست مائتي عام قبل ظهور فرنسا كبلد… قال أحدهم مستهزئا: يبدوا أن أول إنسان ظهر في المغرب، قلت له، لا، بل أول حياة ظهرت في المغرب، يومها فسرت لهم أن أقدم الديناصورات اكتشف في المغرب… كنا لم نكتشف بعد جماجم أقدم إنسان في إيغود ولم تردد تلفزات العالم، وبينها الفرنسية، لم تردد، أن البشرية كلها ذات أصل مغربي… أبتسم وأنا أدون هذه الكلمات إذ أذكر ابتسامة سي محمد مساعد وهو يستمع إلى جدالي مع أفراد فريق مختبره، ابتسامة تعبر عن شعور بفخره بمغربيته…

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...