الهمة حلّ ببيت بنكيران مبعوثا من الملك بعد «لقاء» الديوان الملكي بالأغلبية

في أول لقاء مباشر بين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، والقصر الملكي منذ إعفاء هذا الأخير بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة، علم «اليوم24» أن المستشار الملكي، فؤاد عالي الهمة، حلّ ببيت بنكيران مساء يوم الأربعاء الماضي، مبعوثا من الملك.
المصادر التي أكدت الخبر قالت إن الزيارة جاءت في سياق تحركات القصر للتعاطي مع الاحتجاجات الشعبية والحراك الدائر في منطقة الريف، وحثّ الأحزاب السياسية، المكونة للأغلبية الحكومية، على التحرّك المشترك والإسهام في إنهاء الاحتقان.
من جانب آخر، حلّ والدا ناصر الزفزافي، أحد أبرز نشطاء الحراك الجاري في الريف، بمنزل بنكيران، زوال أمس الاثنين. والدا الزفزافي التقيا بنكيران وهما برفقة كل من المحاميين محمد زيان وإسحاق شارية. والدة الزفزافي اكتفت، في تصريح لـ«اليوم24»، بالقول إن هذه الزيارة جاءت «لشكر بنكيران على مواقفه»، وهو ما ردّده المحامي زيان في حديث لـ«اليوم24». والدا الزفزافي أكدا في لقائهما مع بنكيران الطابع الاجتماعي للاحتجاجات الحالية في الريف، وحاجة الحسيمة إلى بنيات أساسية.
وفي الوقت الذي لم تتسرّب فيه أي معطيات حول الرسائل التي قد يكون المستشار الملكي قد نقلها إلى بنكيران يوم الأربعاء الماضي، ربطت مصادر موثوقة بين هذه الزيارة وبين «لقاء» انعقد بالقصر الملكي في الدار البيضاء مساء اليوم نفسه، والذي يهدف إلى حمل الحكومة على التحرّك بفعالية مسنودة بالأحزاب المشكلة لأغلبيتها البرلمانية. اللقاء الذي تحدّثت عنه بعض الأنباء في اليومين الماضيين بصيغة «الاجتماع مع الأمناء العامين»، كان، حسب مصادر موثوقة، «مجرد لقاء على هامش الدرس الحسني الذي كان سينعقد في ذلك اليوم وتأجل إلى يوم الخميس الموالي في اللحظات الأخيرة».
مصدر مطلع قال إن أعضاء في الحكومة وأحزاب أغلبيتها كانوا قد انتقلوا، مساء الأربعاء الماضي، إلى القصر الملكي لحضور الدرس الحسني الثاني خلال شهر رمضان الحالي، «لكن الدرس أُجل وتمت دعوة ممثلين عن أحزاب الأغلبية الحكومية إلى حضور لقاء تلقوا فيه توجيهات ملكية تحثّ على تحمّل الحكومة مسؤولياتها، والتنسيق مع جميع المؤسسات، وتفاعل أحزابها مع المطالب والاحتجاجات الشعبية في منطقة الشمال». وفي الوقت الذي غاب فيه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، عن اللقاء، قالت مصادر «اليوم24» إن عملية بحث عاجلة عن الرجل الثاني في الحزب، رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، انطلقت في ذلك اليوم بغرض حضوره هذا اللقاء، دون أن تؤكد هذه المصادر ما إن كان قد التحق أم لا.
هذه التطورات جرت في اليوم نفسه الذي احتضن فيه مقر رئاسة الحكومة اجتماعا لأحزاب الأغلبية الحكومية، أكدت فيه «الحق في الاحتجاج تعبيرا عن المطالب الاجتماعية المشروعة وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل، وتذكر أنه من واجب الجميع صيانة ممارسة هذا الحق من أي إخلال أو شطط، والعمل على تعزيز نهج الحوار واحتضان تطلعات المواطنين والمواطنات في الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية». وحضر هذا الاجتماع نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، حيث كان الأمين العام، عبد الإله بنكيران، على موعد مع المبعوث الملكي الخاص مساء اليوم نفسه ارتباطا بالموضوع.
وفي الوقت الذي لم ينعقد فيه أي اجتماع للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، لم تصدر عن بنكيران أي مواقف جديدة، باستثناء ما تسرّب من لقائه السبت الماضي شباب الحزب. بنكيران قال إنه مازال يفكّر في ما يمكن قوله حول الحراك الدائر في الريف، وإنه سيعبّر عن موقفه بوضوح «في الوقت المناسب»، فيما كان قياديون داخل الحزب قد زاروا بنكيران مساء يوم الخميس، أي غداة استقباله مبعوث القصر الملكي، بهدف حثّه على القيام بمبادرة تسهم في إزالة الاحتقان الحالي. مصدر حضر ذلك اللقاء قال لـ«أخبار اليوم» إن بنكيران بدا غير مقتنع بفكرة التحرك السياسي للأغلبية الحكومية، بالنظر إلى موقفه الرافض لتركيبتها الحالية، والذي كان قد أدى إلى إعفائه من تشكيل الحكومة.
القيادات التي اجتمعت ببنكيران اقترحت عليه لائحة من الخيارات التي يمكن المبادرة إليها أو المشاركة فيها. من بين تلك الخيارات يوجد إحداث «خلية أزمة من شخصيات مستقلة وخارج إطار الحكومة»، أو اقتراح القيام بقرارات تبعث رسائل إيجابية، من قبيل تعيينات واسعة في صفوف العمال تتضمن شخصيات تحظى بالقبول. وطالب بعض القياديين بإحياء «الآلة الداخلية للحزب، من أمانة عامة ومجلس وطني ولجنة تحضيرية للمؤتمر، كي نناقش بعضنا البعض ونعرف ما الذي سنفعله»، يقول أحد المصادر. مصدر «اليوم24»، الذي حضر هذا اللقاء، قال إن بنكيران اكتفى بتأكيد قناعته بأن الموقف يحتاج إلى خروج تواصلي منتظم، «يشرح للناس ويكون منصفا في الوقت نفسه».