الشعر الأمازيغي و الإسلام
لقد شهدت القبائل الأمازيغية بشمال افريقيا حركات توسعية أجنبية كثيرة بداية من الرحلات البحرية للفنيقيين وصولا إلى الاستعمار الفرنسي و الإسباني.
لكن أهم حركة توسعية أثرت في البلاد الأمازيغية كانت مرحلة “الفتح الإسلامي”. و إن كان للتجار الفنيقيين أثرهم في الكتابة بالحرف الأمازيغي “تيفيناغ” ، و للرومان أثرهم في المعمار، فإن الفتح الإسلامي زيادة على استقدام اللغة و الثقافة العربيتين إلى شمال افريقيا و تيسير القراءة و الكتابة فقد أثر في القيم و في التعبير بل في الحياة الجمعية لسكان المغرب على وجه التحديد.
و لعل من أهم المؤشرات على ظاهرة التثاقف الأمازيغي-العربي هو التراث الأدبي الوافر الذي خلفه أدباء أمازيغ باللغة الأمازيغية غالبا و بالعربية أحيانا أخرى.
الإسلام الأمازيغي
و قد أسهم ترسخ الدين الإسلامي في تشجيع ثقافة الحفظ و القراءة و التعلم، و لعبت الزوايا دورا محوريا في التعليم كما كانت نواة لظهور ما يسمى اليوم بالمدارس العتيقة، التي تخرج منها أفواج عديدة من الفقهاء و الأدباء و المربين، يكفي ذكر الفقيه العلامة المختار السوسي للتمثيل على ذلك.
ثم بدت الحاجة ملحة إلى تقريب التعاليم الدينية للطلبة فقام بعض الفقهاء بتلخيصها و ترجمتها من اللغة العربية إلى الأمازيغية على شكل أراجيز سهلة الحفظ لعل من أقدمها و أهمها نظم في الفقه ألفه محمد بن علي بن ابراهيم الهوزالي و هو مطبوع في جزأين ” الحوض ” و ” بحر الدموع” و قد شرحه أبو علي الحسن بن مبارك التامودزتي و عقب عليه.
“تانضامت” أو النظم في خدمة المذهب
و انتشرت ظاهرة النظم فانتشر بفضلها الفقه المالكي و لم يعد المستفيد منها طالب العالم فقط بل إن ظهور ظاهرة ” تيرويسا” جعلت من الممكن تعليم أركان الإسلام لعموم الأمازيغ غير الناطقين بالعربية و قد انبرى لهذه المهمة شعراء تمرسوا في النظم بعد ان تلقوا تعليمهم الديني بإحدى المدارس العتيقة التابعة للزوايا كزاوية “تامكروت” الذي ذاع صيتها و لا يزال.
و من قصائد الدرس الديني نذكر مما نظمه الفقيه الشاعر سيدي حمو الطالب نظمه في توحيد الخالق و مطلعه ” الباري اوالي ايبضان اثران ديكنوان ” و تعريبه ” البارئ الذي فرق النجوم و السموات” و القصيدة مسترسلة في شرح مفصل لصفات و أسماء الله تعالى. و نذكر كذلك قصيدة ” الحج ” التي لا تزال تمثل دليل الحاج الأمازيغي الذي يستهدي به إلى شعائره و لا يخطئ معها مناسكه و قد نظمها الشاعر الحاج المهدي بن مبارك و مطلعها ” لحِج ءايكان لْفرضْ ايموسلمنْ فلاغْ ” و لغتها قريبة الفهم.
نصيب الأمازيغ من التراث الفقهي
و يجدر الذكر أن الباحث المغربي محمد مستاوي أورد في كتاب له بعنوان “الشعر الديني المغربي الأمازيغي في خدمة الإسلام” عددا كبيرا ممن أثروا التراث الأدبي بنصوص شعرية تعليمية و تربوية ساهمت في ترسيخ عدد من التعاليم والعبادات الإسلامية في أذهان الأمازيغ.
لا يمكن الحديث عن التدين لدى الأمازيغ دون ربطه بالأدب و الفن لأنهما أولى محطات التعرف بدينه، و لذلك حفظ المغاربة دينهم من التطرف و المغالاة، و التزموا بنقل القيم السمحة لعدة أجيال .
لكن الأدب الأمازيغي الكلاسيكي مهددٌ بالاندثار نظرا لقلة التدوين و اختفاء المصادر أو ندرتها، و عدم التعريف بها و هو ما يهدد النموذج المغربي في التدين المتميز بالتعايش و التنوع الايجابي بأن يصير مهملا مقابل نماذج راديكالية مستقدمة من الخارج.
بقلم : هشام الخضير ( شاعر / أستاذ التعليم الابتدائي بمدينة تارودانت )
اقرا أيضا
عاجل.. سائق شاحنة “بيكوب” مخمور يدهس عنصري أمن بالسد القضائي لشيشاوة
حزب الاستقلال يدعو الى احداث نواة جامعية ودعم الفلاحين والصناع التقليديين وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بإقليم شيشاوة
حزب بركة يعقد دورة مجلسه الإقليمي العادية تحت شعار “تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن”
الذكريات الوطنية وأبعادها التربوية والشرعية في ترسيخ قيم المواطنة موضوع ندوة علمية بالزاوية النحلية
شرخ داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بجماعة كماسة بإقليم شيشاوة بسبب تصويت ثلاثي على إقالة نائب الرئيس
تغطية الأولى للندوة الوطنية:”دور الفعاليات المدنية والأكاديمية في الترافع من أجل قضية الوحدة الترابية” بسيدي المختار
البرلماني الاستقلالي آيت أولحيان يترافع من أجل إخراج مشروع النواة الجامعية بشيشاوة إلى حيز الوجود
الدكتور الغالي يفكك من شيشاوة جدلية الولاء بين القبيلة والدولة ويؤكد قدرة الملكية في المغرب على ضمان استمرارية اللحمة الداخلية للأمة المغربية
السليمي من شيشاوة.. الإقليم بماهياته التقليدية في العلاقات الدولية متجاوز الى ثقله الروحي والمغرب ماض في كسب الرهان تجاه عمقه الإفريقي
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- العثور على فلاح مشهور جثة هامدة بضيعته الفلاحية وسط صدمة أسرته و معارفه
- امتيازات ضريبية وشراكات عسكرية تدعم تحقيق المغرب للسيادة الدفاعية
- هذا نص خطاب الملك محمد السادس
- الملك يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون الجالية المغربية بالخارج
- عودة ترامب للرئاسة تعزز التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة
- الملك محمد السادس: هناك من يستغل قضية الصحراء لتصريف مشاكله الداخلية
- وفاة عيسى حياتو رئيس الكاف الأسبق في باريس عن عمر ناهز 77 عاما
- أولمبياد باريس.. المنتخب الوطني لكرة القدم يظفر بالميدالية البرونزية بتغلبه على نظيره المصري في مباراة الترتيب (6-0)
- العداء سفيان البقالي يهدي المغرب ميدالية ذهبية في أولمبياد “باريس 2024”
- المنافسة الأولمبية لكرة القدم .. المغرب يهزم العراق ويتأهل إلى ربع النهائي
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- بمناسبة عيد العرش المجيد، حفل التميز بمديرية التعليم شيشاوة: تكريم للجهود وتحفيز على الابتكار8
- مؤسسة الخط بشيشاوة تحتضن امتحانات شهادة السلك الإعدادي فئة الأحرار – دورة يوليوز 20248
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8