ويستبعد حدوث أي انتكاسة ديموقراطية في التشريعيات المقبلة
توفيق عطيفي – شيشاوة الآن
أكد الحسين بلكطو المنسق الاقليمي لحزب التقدم والاشتراكية في الجزء الثاني من الحوار الذي أجرته جريدة “شيشاوة الآن” في سياق متابعتها لاستعدادات الاحزاب السياسية للدخول في التنافس حول المقاعد البرلمانية الأربعة باقليم شيشاوة التي ستجرى استحقاقاتها يوم 7 اكتوبر المقبل، ( أكد) أن عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة يتميز بالصراحة والشفافية في حديث الى المغاربة، صراحة اعتبرها بلكطو مصدرا ل”كتجبد ليه البالوي”، كما أوضح أن حزب “الكتاب” دخل في شراكة استراتيجية بينه وبين حزب العدالة والتنمية بعيدا أن أي تكتيك انتخابي لكونهما يحملان هم الوطن ويلتقيان في حفظ ثوابت الأمة المغربية.
وأضاف ان المغرب جعل الخيار الديموقراطي بعد دستور 2011 خيارا للبناء الديموقراطي وتخليق الحياة العامة، وأن البلاد لن تعرف أي انتكاسة ديموقراطية في الانتخابات المقبلة رغم ما قد يظهر من حالات معزولة من الشوائب، وهو الأمر الذي قال بخصوصه ان الدولة في شخص وزارة الداخلية مطالبة بالحياد التام كما وجه رسائل الى الكاملي عامل اقليم شيشاوة تهم الشأن الانتخابي، “شيشاوة الآن” تضع امام قرائها الجزء الثاني من الحوار وهذا نصه:
– هل انتم رادون على اداء وزرائكم في الحزب؟
لسنا نحن الذين رضينا بأداء وزراء التقدم والاشتراكية بل حتى خصومنا، انجازات الوردي في مجال الصحة والأمين العام في السكن تشهد عن قوتنا، نحن مستعدون للمساءلة أمام الجميع، وهنا اسمحوا لي أن اقول شهادة في حق السيد عبد الاله بنكيران، فهور رجل يعمل بجد وانجز الكثير اقول هذا بعيدا عن الخطاب الديماغوجي، صراحة بنكيران تتعبه أحيانا “كتجبد ليه مشاكل” وكان بإمكانه أن يسكت “لا عين رأت ولا قلب وجع”، ومن نماذج صراحته كشفه امام المغاربة عن ازالة 15 مليار من ميزانية التجهيز، وما رافق ذلك من قيامة لدى المعارضة، الرجل شفاف وسط قوم غير سوي هو وجد عراقيل كبيرة أمامه، لكن اعتقد أنه رغم ذلك ناجح في تجربته “المعقول سيبقى معقول”.
وبالعودة الى صراحة رئيس الحكومة، فهي في بعض الأحيان لا تخدم مصالحه “كتجبد ليه البالوي” الناس تعرف انه الرجل المناسب في المكان المناسب وكل وزراء العدالة والتنمية بدء بالرميد مصطفى رجل مناضل نعم الرجل طيب ولا أظن ان الطبيعة التي يتعامل بها مصطنعة، عبد القادر عمارة هو الاخر نعم الرجل، لماذا نحن نقف على العثرات ولا ننظر للجزء المضئ؟ وزراء الأغلبية الحكومية فريق متناغم رغم بعض الاختلافات التي تظهر في بعض الأحيان، واقول وبصراحة أن الفرق بين بنكيران وبين السابقين أنه تحدث عن كل شئ والسابقين يبدون ما يريدون ويخفون كثيرا.
– قياداتكم الوطنية دخلت في تحالف مع حزب العدالة والتنمية، هل يمكن القول أن هذا التحالف مجرد تكتيك انتخابي أم أنه شراكة استراتيجية بين الحزبين؟
بيننا وبين العدالة والتنمية من حيث الأيديولوجيا نحن بعيدون عنهم بعد السماء والأرض لكن استراتيجيا ولمصلحة البلاد نحن نعمل معهم، ثانيا لأننا بعد أن ظهرت النتائج الرسمية للتشريعيات الماضية جاء عبد الاله بنكيران الذي كلفه الملك لتشكيل الحكومة كحزب حاصل على غالبية المقاعد البرلمانية الينا ودخلنا معه في مفاوضات بموجبها قبل برنامج التقدم والاشتراكية الانتخابي ولم يزيل منه أي شيء، لذلك تحالفنا سويا مادامت اهتماماتهم تصب في مصلحة البلاد ولم نرفض العمل معهم رغم الاختلاف الا أننا وللتاريخ لم نغلب الأيديولوجيا والديماغوجيا حينها، لأننا نؤمن أن الضريبة ستدفعها البلاد في شموليتها، وقلنا لما لا نعمل مع هؤلاء كفاعل سياسي اساسي من أجل المغرب.
وللتاريخ نحن لم نرى في العدالة والتنمية كشريك استراتيجي خلال الخمس سنوات من العمل سوى الخير والتفاني في العمل والتجرد، لم ننتصر للأيديولوجيا الاشتراكية أمام مصلحة البلاد للاحتفاظ برهان التنمية والحفاظ على قيم البلد، لإدراكنا بأن لبلدنا أعداء من جهات “حسدا من عند انفسهم” لأننا في الطريق نحو التنمية الحقيقية لذلك فهم يحسدوننا على انجازاتنا لذلك قلنا لابد من العمل المشترك مع اخوان بنكيران. أستحضر هذا الكلام لأن بعض الدول تريد من المغرب أن يكون بلد التخلف والصراع، الا أن المغاربة بذكائهم المعهود جعلوا مصلحة البلاد وثوابتها تاجا فوق رؤوسنا، والعدالة والتنمية من الأحزاب التي تحترم ثوابت الأمة وتشتغل على اساس تحقيق التنمية، نعم صحيح هم اسلاميون ونحن مسلمون، هم يقولون لا اله الا الله ونحن كذلك، هؤلاء جاءوا الينا ووضعنا أمامهم برنامجنا الانتخابي الذي بموجبه حضينا بثقة المغاربة واحتضنوه، لذلك فتحالفنا مع بنكيران لا يتحكم فيه ما أسميته بالتكتيك الانتخابي بل هي شراكة حقيقية هدفها الأول والأخير الوطن.
– هل هذه الشراكة الاستراتيجية يمكن ان تنقلوها الى اقليم شيشاوة وتدخلوا في تحالف مع “المصباح”؟
نعم نحن في حزب التقدم والاشتراكية مستعدون للعمل المشترك مع العدالة والتنمية على مستوى اقليم شيشاوة في أي وقت مادامت تمة شراكة استراتيجية مركزية.
-الملاحظ في الآونة الأخيرة أن وزارة الداخلية أٍسلت رسائل سلبية بخصوص الخيار الديموقراطي للبلد من خلال منع للتجمعات السياسية لعدد من وزراء العدالة والتنمية ووزاراء داخل الاغلبية الحكومية، هل ستعرف البلاد في تقديركم انتكاسة سياسية؟
بلادنا في خير ونحن نعمل بمنطق الحديث القدسي:” انا عند حسن ظن العبد بي”، لابد ان نكون ايجابيين هناك أعداء الديموقراطية في أي بلد حتى في الهند كديموقراطية صاعدة لن يكون هناك أي تغيير والخيار الديموقراطي لا زال قائما ولن نخذله.
– لكن يبدو من خلال سلوك وزارة الداخلية تجاه حزب العدالة والتنمية من بلاغات متكررة ومنع لأنشطته في عدد من المدن أن ثمة توجه نحو اعدام هذا الخيار؟
وزارة الداخلية مسؤولة عن الأمن، وحتى أجيب عن سؤالك بكل صراحة أطرح سؤالا: ماذا ستربح وزارة الداخلية ان ربح فلان أو علان في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟ اليوم الذي ستعرف فيه بلادنا أي توثر المواطن سيحاسب وزارة الداخلية، وسيصب جم غضبه عليها، وانتم الصحافة سباقون على تداول ما يسمى ب “زيرو كريساج” الإجراءات الاحترازية للداخلية ضمن الإجراءات الروتينية لوزارة الداخلية وتقوم بنفس العملية حتى تجاه أحزاب الادارة، البلدان الأخرى رغم التكنولوجيا والأمن القوي تعرف توترات، بلادنا والحمد لله بفعل يقظة المسؤولين الأمنيين في أمن وأمان والعمليات التي ذكرتها قد تدخل في هذا السياق، وللإشارة فقط، انا من الذين يتتبعون الانتخابات في فرنسا واعرف الأحزاب الكبيرة في هذا البلد الديموقراطي، الا أنه رغم ذلك يعرف انزلاقات سياسية، ولكن ما نطالب به بالنسبة لبلدنا هو الحياد التام وليس الحياد السلبي للإدارة.
في الحزب أقول لهم دائما أن الجماعة بمثابة ادارة فيها موظفين ومشاريع وتصورات مستقبلية ومشاكل اجتماعية لا ينبغي أن يوضع على رأسها رئيس أمي لأن ذلك لن يسهم في تقدم البلد، اذا جئنا لإجراء تقييم للجماعات منذ 1976 تاريخ اعتماد الميثاق الجماعي، تقييم نقف فيه على المنجزات سنجد لا شيء، لأن القناطر والكهرباء والماء من ميزانية الدولة، الديموقراطية شيء جميل أن تكون عندنا لكن لا بد من شروطها الأساسية، كان المشرع قد فرض الشهادة الابتدائية وبعد ذلك تم الاستغناء عنها، وانا اطالب برفع المستوى المطلوب الى الباكالوريا، لأن الجماعة اليوم اصبحت كذلك مقاولة، الجماعات تصل الى درجة الافلاس لكن اعانات الدولة تحول دون ذلك، ادريس البصري رحمه الله كان قد اوصى بضرورة رفع الدولة يدها على تمويل الجماعات وتأسيسها على الاكتفاء الذاتي، “لحقاش هناك جماعات ربعات يدها وتنتظر الضريبة على القيمة المضافة بل لا بد لها من مشاريع لها اثر على المداخيل الجماعية”.
– أي رسالة للسلطات الاقليمية في شخص الكاملي عامل الاقليم في اول اختبار له للإشراف على ادارة الانتخابات التشريعية الى جانب مؤسسة القضاء؟
العامل الاقليمي أحييه من هذا المنبر لم يحصل لي شرف اللقاء به، لا أسمع عنه الا الخير بحكم أني اقطن بأكادير لا اسمع عنه الا الخير بانزكان وكان كاتبا عاما هناك ويثنون عليه الخير ومتميز بحبه للوطن، كل ما نريد منه في الانتخابات لأنه عامل على اقليم صعب متشعب العلاقات والأفكار لابد له من صبر واستحمال كبير لمشاكل الاقليم من أمية وجهل وقبلية، وهي عراقيل قائمة الذات، ونريد منه أيضا حيادا تاما وليس حيادا سلبيا وأن يوصي العاملين معه من رجال السلطة بإخباره عن كل مخالفة وكل كبيرة وصغيرة بخصوص الشوائب التي قد تعرفها العملية الانتخابية والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه العبث بالخيار الديموقراطي ولابد له من محاربة سماسرة الانتخابات لأن هؤلاء مجرومين وأعداء التنمية في البلد، واتمنى له التوفيق واهنئه على الثقة التي حضي بها من قبل جلالة الملك كعامل على اقليم شيشاوة.

اقرا أيضا

• 

  عاجل.. سائق شاحنة “بيكوب” مخمور يدهس عنصري أمن بالسد القضائي لشيشاوة

  

  حزب الاستقلال يدعو الى احداث نواة جامعية ودعم الفلاحين والصناع التقليديين وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بإقليم شيشاوة

  

  حزب بركة يعقد دورة مجلسه الإقليمي العادية تحت شعار “تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن”

• 

  الذكريات الوطنية وأبعادها التربوية والشرعية في ترسيخ قيم المواطنة موضوع ندوة علمية بالزاوية النحلية

  

  شرخ داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بجماعة كماسة بإقليم شيشاوة بسبب تصويت ثلاثي على إقالة نائب الرئيس

  

  تغطية الأولى للندوة الوطنية:”دور الفعاليات المدنية والأكاديمية في الترافع من أجل قضية الوحدة الترابية” بسيدي المختار

• 

  البرلماني الاستقلالي آيت أولحيان يترافع من أجل إخراج مشروع النواة الجامعية بشيشاوة إلى حيز الوجود

  

  الدكتور الغالي يفكك من شيشاوة جدلية الولاء بين القبيلة والدولة ويؤكد قدرة الملكية في المغرب على ضمان استمرارية اللحمة الداخلية للأمة المغربية 

  

  السليمي من شيشاوة.. الإقليم بماهياته التقليدية في العلاقات الدولية متجاوز الى ثقله الروحي والمغرب ماض في كسب الرهان تجاه عمقه الإفريقي

عبر عن رأيك