ليلة القدر المباركة..ليلة القرآن والغفران والابتهاج برحمة الله
إدريس اكديرة- و.م.ع
تطل، مساء اليوم الاثنين، المؤمنين الصائمين القائمين المحتسبين، ليلة القدر المباركة، ليلة القرآن والغفران والابتهاج برحمة الله، ليلة السلام حتى مطلع الفجر، التي أنزل فيها القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فيها توثق عرى الإنسان بربه وبكتابه العزيز.
وإن ما يميز الاحتفال بهذه الليلة في المغرب هو سرد ختم البخاري في حضرة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، الذي يترأس هذا الاحتفال، مع ترديد “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” مائة مرة، وتسليم جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم وتجويده للفائز الأول، حيث يقدمها له بنفسه أمير المؤمنين، إكراما لحملة القرآن واحتفاء بهم، كما أن مساجد المملكة تشهد اكتظاظا منقطع النظير في هذه الليلة، في جو من الخشوع، تصحبه بهجة وسرور وأمن واطمئنان.
فاقتداء من أمير المؤمنين بسنة جده المصطفى عليه الصلاة والسلام، وسنن صحابته الأبرار، وسيرا على نهج أسلافه الميامين الكرام، في اغتنام فضل ليلة القدر المباركة فيما يرضي الله من صالح الأعمال، دأب جلالته، حفظه الله، على إحياء هذه الليلة في جو تغمره الرحمات الإلهية، وتعطره النفحات الربانية، وتحفه الملائكة، ويشمله قول الرسول الأكرم “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”. فالله سبحانه وتعالى خص شهر رمضان بهذه الليلة المباركة، التي هي خير من ألف شهر، مصداقا لقوله تعالى “إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم” وقوله تعالى “إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر” صدق الله العظيم.
إنها ليلة خصها الله بتنزل الملائكة والروح من الملكوت الأعلى إلى الأرض، يملأونها نورا وإشراقا، ويعمرونها ذكرا وحضورا، ودعاء للمؤمنين واستغفارا، ويكونون لهم أمنا وأمانا، واطمئنانا وسلاما، وذلك ما تضمنته السورة الخاصة بهذه الليلة المباركة. وفي إضاءات للأستاذ عبد الله اكديرة، رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط، خص بها وكالة المغرب العربي للأنباء، قال إن الله سبحانه وتعالى شرف هذه الليلة بنزول القرآن فيها، وجعلها ليلة مباركة “يفرق فيها كل أمر حكيم”، موضحا أن هذا الأمر الحكيم هو كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير لأنه من عند الله، هو الذي يقدره ويوحيه بأمره وإذنه وعلمه.
وأضاف الأستاذ عبد الله اكديرة أن هذه الليلة العظيمة وصل فيها الله سبحانه وتعالى حبل الأرض بالسماء بواسطة كتابه المكنون، الذي لا يمسه إلا المطهرون، داعيا إلى التمسك بكتاب الله وتلاوته وتدبره في ليلة القدر والتهجد به، وإلى أن يعيش المسلم المؤمن هذه الليلة بكل خشوع وابتهال حتى تحل عليه البركة وتعمه الرحمة.
وقد نوه القرآن الكريم والسنة النبوية بفضل هذه الليلة العظيمة، التي أنزل في حقها الله سبحانه وتعالى سورة كاملة، وعظم كتاب الله من شأنها فأضافها إلى (القدر) أي المقام والشرف، وأي مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرا وأفضل من ألف شهر. وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ عبد الكامل بولعمان، أستاذ الدراسات الإسلامية وخطيب بالمجلس العلمي المحلي للرباط، أن معنى القدر هو التعظيم، أي أنها ليلة ذات قدر لهذه الخصائص التي اختصت بها، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر، وقيل القدر بمعنى القدر (بفتح الدال)، وذلك أنه يقدر فيها أحكام السنة كما قال تعالى “فيها يفرق كل أمر حكيم”، ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها. فسماها الله تعالى، يضيف الأستاذ بولعمان، ليلة القدر وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله، ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها، فهي ليلة المغفرة كما في الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري ومسلم.
فليلة القدر ليلة عظيمة، بين الله شرفها سبحانه في كتابه العظيم بقوله “ليلة القدر خير من ألف شهر”، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، وكان يعتني بها صلى الله عليه وسلم، ويقوم العشر الأواخر من رمضان يتحراها، ويقول “التمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر”، أي الأيام الوترية الفردية مثل ليالي 21، 23، 25، 27 و29، وقوله “من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين” أو قال “تحروها ليلة سبع وعشرين يعني ليلة القدر”.
وليلة القدر، على الأرجح، هي ليلة السابع والعشرين من رمضان، لكن الحديث المتواتر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يحدد أيهن من العشر الأواخر، بيد أن الثابت منه أنها ليلة فردية لا زوجية. وقال الأستاذ بولعمان، في هذا الصدد، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلمس هذه الليلة ويتحراها مسابقة منه إلى الخير، وهو القدوة للأمة، وهي ليلة سبع وعشرين، فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم، يضيف الأستاذ بولعمان، من حديث ابن عمر عند أحمد، ومن حديث معاوية عند أبي داود، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال “ليلة القدر ليلة سبع وعشرين” مسند أحمد وسنن أبي داود.
وأضاف الأستاذ بولعمان أن كونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى أن أبي بن كعب، رضي الله عنه، كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، قال “أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها” رواه مسلم. وفي السنة وردت أحاديث كثيرة في فضل ليلة القدر، والتماسها في العشر الأواخر، فقد جاء في الحديث المتفق عليه عن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله عليه الصلاة والسلام “كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره”، أي أنه بمجرد دخول العشر الأواخر (شد مئزره أي اعتزل نساءه)، وأحيا ليله (أي أقام الصلاة حتى بزوغ الفجر)، وأيقظ أهله (أي لم يشأ ضياع ما في هذه الليلة من أجر على أهل بيته جميعهم)، وعنها أيضا رضي الله عنها قالت : “قلت يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ، قال : قولي (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)” رواه الإمام أحمد والترمذي.
وفي السياق ذاته، بين الأستاذ عبد الكامل بولعمان أن رب العالمين وصف هذه الليلة بأنها مباركة، وقد صح عن ابن عباس وقتادة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر.
وفي تبيانه لقوله تعالى “فيها يفرق كل أمر حكيم” قال الأستاذ بولعمان، من جهته، أي تقدر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، وهذا شرف التشخيص، أما مقادير الخلق فقد كتبها الله في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق شيئا.
وأشار الأستاذ بولعمان إلى أن الله تعالى خص هذه الليلة بخصائص منها أنه نزل فيها القرآن كما تقدم، ووصفها بأنها “خير من ألف شهر”، وبأنها مباركة وتنزل فيها الملائكة والروح، ووصفها بأنها سلام أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا أو يعمل أذى، وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل، وفيها يفرق كل أمر حكيم، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها.
فلكل هذه الخصائص والفضائل والمكرمات التي ميز الله تعالى بها هذه الليلة المباركة، التي جعلها عز وجل من مواسم الخير، تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات، يتعين على كل مسلم مؤمن محتسب أن يجتهد فيها بالصلاة والدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة، فإنها فرصة العمر، والفرص لا تدوم، والله سبحانه وتعالى أخبر أنها “خير من ألف شهر”، وألف شهر تزيد على ثمانين عاما، وهي عمر طويل لو قضاه الإنسان كله في طاعة الله لنال رضاه وجنته، فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله.
اقرا أيضا
الشرطة القضائية بشيشاوة تقود حملة تطهير وتوقف مروجا للماحيا بالخريبات
عاجل.. سائق شاحنة “بيكوب” مخمور يدهس عنصري أمن بالسد القضائي لشيشاوة
حزب الاستقلال يدعو الى احداث نواة جامعية ودعم الفلاحين والصناع التقليديين وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بإقليم شيشاوة
حزب بركة يعقد دورة مجلسه الإقليمي العادية تحت شعار “تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن”
الذكريات الوطنية وأبعادها التربوية والشرعية في ترسيخ قيم المواطنة موضوع ندوة علمية بالزاوية النحلية
شرخ داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بجماعة كماسة بإقليم شيشاوة بسبب تصويت ثلاثي على إقالة نائب الرئيس
تغطية الأولى للندوة الوطنية:”دور الفعاليات المدنية والأكاديمية في الترافع من أجل قضية الوحدة الترابية” بسيدي المختار
البرلماني الاستقلالي آيت أولحيان يترافع من أجل إخراج مشروع النواة الجامعية بشيشاوة إلى حيز الوجود
الدكتور الغالي يفكك من شيشاوة جدلية الولاء بين القبيلة والدولة ويؤكد قدرة الملكية في المغرب على ضمان استمرارية اللحمة الداخلية للأمة المغربية
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- العثور على فلاح مشهور جثة هامدة بضيعته الفلاحية وسط صدمة أسرته و معارفه
- امتيازات ضريبية وشراكات عسكرية تدعم تحقيق المغرب للسيادة الدفاعية
- هذا نص خطاب الملك محمد السادس
- الملك يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون الجالية المغربية بالخارج
- عودة ترامب للرئاسة تعزز التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة
- الملك محمد السادس: هناك من يستغل قضية الصحراء لتصريف مشاكله الداخلية
- وفاة عيسى حياتو رئيس الكاف الأسبق في باريس عن عمر ناهز 77 عاما
- أولمبياد باريس.. المنتخب الوطني لكرة القدم يظفر بالميدالية البرونزية بتغلبه على نظيره المصري في مباراة الترتيب (6-0)
- العداء سفيان البقالي يهدي المغرب ميدالية ذهبية في أولمبياد “باريس 2024”
- المنافسة الأولمبية لكرة القدم .. المغرب يهزم العراق ويتأهل إلى ربع النهائي
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- بمناسبة عيد العرش المجيد، حفل التميز بمديرية التعليم شيشاوة: تكريم للجهود وتحفيز على الابتكار8
- مؤسسة الخط بشيشاوة تحتضن امتحانات شهادة السلك الإعدادي فئة الأحرار – دورة يوليوز 20248
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8