شلالات أدوز بجماعة ايدويران مقومات سياحية طبيعية تغري عشاق السياحة الجبلية بانتظار تأهيلها

bbb

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن

تشكل عيون دوار أدوز المحاذي لسلسلة الأطلس الكبير، والواقعة في النفوذ الترابي لجماعة ايدويران، مجالا حيويا خصبا للسياحة القروية في “المغرب المجهول” بإقليم شيشاوة نظرا لما تزخر به من مؤهلات طبيعية لن يدرك قيمتها وحقيقتها الا زائر ومغامر عبر تسلق الجبال والواقع في عشق وهيام الطبيعة، طاقم ” شيشاوة الآن” وفي سياق تنقيبها عن المؤهلات الاقتصادية لإقليم شيشاوة، وقفت في روبورطاج سياحي عند أهم مقومات الرأسمال غير المادي لهذه المحطة السياحية الغابرة، كفرصة سانحة لإكتشاف المنطقة والتعريف بها لدى أبناء ومسؤولي اقليم شيشاوة وعموم عشاق السياحة الجبلية ببلادنا.
فجماعة ايدويران التي ينتمي اليها دوار أدوز، تم خلقها سنة 1959، و تعتبر من الجماعات الأولى التي أسست في المغرب، يوجد مركز الجماعة بدوار بوزدود، و تتكون هذه الجماعة من ثلاث وحدات: أيت الريس (13 دواوير) – آد مزكور (6 دواوير) – آدا وظريف (19 دوارا) و تتبع الجماعة إداريا لقيادة ادويران – دائرة مجاط إقليم شيشاوة.

وسميت الجماعة باسم “أدوين ران” الذي يفيد أن الجماعة يحكمها أناس يختارون أنفسهم بأنفسهم، لتتحول بعد ذلك إلى ادويران بحسب بعض المصادر التاريخية.

أدوز..منطقة المنتزهات والمواقع الطبيعية الخلابة
من ضمن المواقع الطبيعية الجذابة التي لم تكتشف بعد بإقليم شيشاوة، نجد محطة أدوز التي توجد بتراب جماعة ايدويران وتحدها جماعة لالة عزيزة غربا، جماعة امين الدونيت جنوبا، جماعة اداسيل شرقا وشمالا أيت وكريان، إنه موقع جغرافي سياحي طبيعي معروف بمياهه الزرقاء النابعة من عيون جبال شاهقة، والتي تم تجميعها في واد صغير يسمى عند المحليين قديما ب”واد أدوز”، يقع بين جبلين لتشكل هذه المياه شلالات طبيعية أعطت للمنتزه جمالا وبهاء (الصور)، عيون عذبة تغري زرقتها الناظر اليها وتستميله اكثر بخريرها في موسيقى يتناغم فيها الانسان مع أصله الطبيعي، ومن أبرز هذه العيون:”عين أفراو، عين امربعن، عين تغوني انعمر”، إلا أن اشهرها هو”عين امنذار” الذي يصل صبيبه الى أكثر من400 لتر في الثانية الواحدة.

وتزود هذه المياه واد القهرة الذي يسمى حاليا بواد سكساوة بحوالي 30% من المياه العذبة من مجموع العيون والأودية الواقعة في النفوذ الترابي لجماعة ايدويران، وعودة الى تسمية واد القهرة، قال احد ابناء المنطقة ل”شيشاوة الان”، بأن هذا الإسم يرجع الى قهر المقاومة للمستعمر الأجنبي الفرنسي في حرب استنزافية خصوصا ان المنطقة تتميز بوعورة تضاريسها الجبلية.

إنه موقع جذاب يزوره سنويا المئات من الوافدين رغم الطابع الموسمي لسياحته، ويعرف نشاطا اقتصاديا ضعيفا، والذي من شأن تطويره أكثر وتأهيله أن يمكن الجماعة الى اعتماده كواحد من المرتكزات الاساسية لمداخيل الجماعة وساكنة دائرة أدوز عبر (بيع المواد الغذائية، مطاعم، مقاهي، أعشاب…).

كما تتميز المنطقة كذلك بجاذبية منتزه أدوز بفضائه الغابوي الكثيف وبساتينه المتنوعة والخلابة، وحيواناته المتنوعة من كواسر وقوارض وزواحف. كما يعيش في غاباته طائر الحجل، حيث يتواجد على طول وعرض غابتي “أدوز” و”تيزي انتلاس”.

onhy

كما تتوفر منطقة أدوز السياحية على مساحات شاسعة أيضا تستغل لأغراض فلاحية بمنطقة عالية تسمى”ازك الأعلى”، وتتميز المنطقة بشكل ملفت للنظر بزراعة الخضر الطبيعية والتي لا تستعمل فيها المواد الكيماوية أو ما يسمى بمنتوجات الفلاحة البيولوجية، وتتميز بجودتها و باحترامها لمعايير الصحة العامة و خلوها من أي مواد كيميائية أو مصنعة، الى جانب الفواكه وخصوصا التفاح والالاف من شجر الزيتون والكركاع واللوز.

jolko

البنية الطرقية أولى اليات بناء محطة أدوز السياحية بإقليم شيشاوة

إن الخصائص المتنوعة من تضاريس، جيولوجية، غطاء نباتي، مجال غابوي، وتنوع بيولوجي فضلا عن مقومات سياحية أخرى تاريخية وثقافية، تجعل من منطقة أدوز كمجال ذات طبيعة جبلية يميزها تدرج متناغم ومنسجم، وجهة سياحية من إمكانها أن تستقطب أعداد هامة من السياح والمهتمين بشؤون البيئة والتراث، الشيء الذي سيمكن من تنويع المنتوج السياحي للمنطقة وهذا يستوجب من الجهات الوصية على الاقليم والباحثين عن مجالات حقيقية للاستثمار ووكالة تنمية المناطق الجبلية خلق بنية تحتية سياحية متكاملة بهذه المنطقة ومتنوعة والإهتمام بالعالم القروي عموما ومناطقه المتميزة من أجل جلب المزيد من الأفواج السياحية وتنمية السياحة القروية بالخصوص والتي يشكل الجبل فضاءها المتميز بمنطقة كأدوز، لذا سيكون لزاما على جماعة ايدويران الدفع في اتجاه الرقي وتجويد البنية التحتية الطرقية كبوابة أولية لاستقطاب السياح والمستثمرين.

reds

وارتباطا بموضوع البنية الطرقية، تتوفر الجماعة القروية لايدويران على مسلكين طرقيين الأول يربط بين مقر الجماعة مرورا بغابة تزي انتلاس والبري ودوار تدارت وصولا الى دوار أدوز وتبلغ مسافته 27 كلمتر كلها بتراب الجماعة، والمسلك الثاني يربط بين مقر الجماعة مرورا بكل من دوار ايت علي ايزم وجماعة لالة عزيزة ودوار تدارت وصولا الى دوار أدوز بمسافة 39 كلمتر، وللإشارة هنا فإن الأشغال في هذين المسلكين في بدايتها لتقويتهما وجعلهما قادرين على استقبال السياح.

polm

أدوز..محطة سياحية مستقبلية جذابة بتكلفة معيشية مناسبة

وأنت تتجول بدوار أدوز ومنعرجاته التي تفوح منها رائحة الزعتر والفلايو، تصادف شابا في مقتبل العمر أو إمرأة يبيعان المنتوجات الفلاحية المحلية (خبز الأفران التقليدية”تفرانت”، البصل، اللفت، الجزر، تين، وزيتون، وهندية، الفلايو، الشيح..) إنها منتوجات تعرض في السوق بوفرة وتباع ليس بالكيلو بل بالإناء وبأثمنة جد مناسبة، حيث يباع الإناء الواحد من الحجم الصغير المملوء على آخره بالتين يباع بخمسة دراهم فقط..

juy

غابة تزي انتلاس وأدوز المنتجع المستقبلي لإقليم شيشاوة

للطبيعة دور أساسي في تهذيب سلوك الإنسان وتنمية ذوقه وثقافته، كما تساهم في التوازن النفسي والجسدي، وفى تجنب عدة أمراض، فالغابة هي الرئة التي تتنفس منها المدينة، ويعرف الجميع كيف تمنح الهواء النقي وتقلل من التلوث وتبعاته التي تلحق بالإنسان والحيوان والطبيعة في مجملها، فدور الغابات في التوازن الطبيعي معروف منذ القدم، وكذلك دورها في عدم انجراف التربة وفي تلطيف المناخ وفي عملية التبخر الأساسية في نزول الأمطار، كما أنا جذور الأشجار تعمل على جلب الماء من باطن الأرض ليرتوي بها الإنسان والحيوان والطيور والأزهار، كما تتحول أوراق الأشجار المتساقطة إلى أسمدة تساهم في خصوبة الأرض.

sdx

في هذا السياق تعتبر غاباتا أدوز وتيزي نتلاس والتي تشغل مساحة 4971.5 هكتار، من اكبر الغابات المعروفة بجماعة ايدويران، وهي ممتدة على سلاسل جبلية محادية لسلسلة الأطلس الكبير، إلا انها لم تكن تحضى بالعناية اللازمة إلا في الأعوام الاخيرة، حيث بدأت ادارة المياه والغابات في مراقبة هذا الارث من تدخل الانسان وبدأت في توسيعها بالمزيد من المغروسات ولا سيما شجر الخروب لما له من انعكاسات بيئية واقتصادية ايجابية على ساكنة المنطقة، خصوصا بعد توقيع اتفاقية منع الرعي بين مصلحة المياه والغابات و جمعية تيزي نتلاس، هذه الاتفاقية تدر على الجمعية مداخيل مهمة استطاعت بواسطتها تمويل مشروعين للتزود بالماء الشروب بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لكن مع ذلك تبقى الغابة عرضة للاستنزاف.

ويشكل المجال الغابوي فضاء خصبا لإنتشار أنواع مختلفة من الوحيش(كالأرنب البري، الخنزير، الحجل، الثعالب..)، كما يساهم في إنعاش خزينة الجماعة المحلية.

yht

منطقة أدوز محج السياحة الدينية لمدرسة سيدي بوزيد بن علي ايويري شيخ قبيلة ايدويران

تعرف منطقة أدوز والدواوير المجاورة لها بجماعة ايدويران، تواجد عدد لا يستهان به من أضرحة الأولياء والصلحاء ممن يحج الناس اليهم، في اطار ما يعرف بالسياحة الروحية او الدينية، ومن أبرز هذه المآثر، نجد ضريح سيدي عبد الكريم الذي أقام في حياته قرية خاصة به وبأحفاده تسمى عند المحليين”الرياض”، ثم الوالي الصالح سيدي عميرات والعلامة الفقيه الشيخ سيدي بوزيد بن علي ايويري شيخ قبيلة ايدويران الذي أسس المدرسة العلمية العتيقة في القرن التاسع الهجري بدوار أدوز، وتخرج على يديه العديد من العلماء والفقهاء، ومما لازالت هذه المدرسة تحتفظ به الى يومنا هذا هو جمع ما يسمى ب”اعانة” الفقيه في كل موسم حصاد كهدية لفقيه ادوار من ساكنة القبيلة.

اجمالا تعتبر منطقة أدوز مجالا سياحيا غنيا بمؤهلاته وامكاناته، مما يستلزم من الجميع تعبئة مختلف الفاعلين محليا، إقليميا وجهويا، سواء تعلق الأمر بالعاملين في مجال السياحة القروية والتضامنية أو منتخبين أو بأي مهتم بالتنمية المحلية عموما، من أجل تأهيل أزدو وجعلها محطة سياحية بالمنطقة والتي ستوفر فرص شغل هامة وتسهم بشكل فعال في خلق الثروة بالمنطقة، وهذا لا يمكنه ان يتحقق الا بفتح نقاش أمام عموم أبناء المنطقة والراغبين في الاستثمار في هذا القطاع الواعد بالإقليم قصد المساهمة بكل ما من شأنه المساعدة على إنجاحه والمساهمة بالتالي في تنمية المنطقة وتحسين ظروف عيش ساكنتها.

وعبر عدد من ساكنة المنطقة عن املهم ان يقبل عبد العني الصبار في خطوة ستحتسب له لدى وزارة السياحة ولدى وكالة تنمية المناطق الجبلية لبرمجة جعل منطقة أدوز محطة سياحية وطنية ولما لا دولية على غرار بعض المناطق بأوريكا بإقليم الحوز، وللاشارة فبعد دوار أدوز الذي يتوفر على مؤهلات سياحية مهمة، يأتي دوار تدارت في المرتبة الثانية والذي يتوفر هو الاخر على عدة عيون مائية معدنية عذبة ومقومات سياحية جديرة بالزيارة.

bvu