*/

الرئيسية > اخبار شيشاوة

سالم الشرقاوي يستعرض المظاهر العملية لوفاء الملك محمد السادس بالأمانة العظمى للقدس في درس افتتاحي بكلية الحقوق بقلعة السراغنة

  • السبت 12 أكتوبر 2024 - 16:16

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن 

ألقى الدكتور محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، درسا افتتاحيا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة تحت عنوان:”حماية القدس والحفاظ على إرثها الحضاري الانساني في تكامل مسارات العمل السياسي الدبلوماسي والعمل الاجتماعي الميداني للجنة القدس”، وذلك بمناسبة افتتاح الموسم الجامعي 2024-2025 بقاعة الندوات والمحاضرات، يوم أمس الجمعة 11 أكتوبر، بحضور بلعيد بوكادير رئيس جامعة القاضي عياض والدكتور محمد الغالي عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة الى جانب عدد من المسؤولين القضائيين والمنتخبين والأساتذة وطلبة الكلية والفعاليات المدنية.

في مستهل درسه الافتتاحي أشاد الدكتور محمد سالم الشرقاوي بمبادرة جامعة القاضي عياض في شخص كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية لإحتضان هذا الدرس الافتتاحي بالنظر لراهنية القضية الفلسطينية وسياقيتها، وقسم مضامين درسه الى ثلاث محاور: الأول أوسمه بالمدخل الديني، الثاني المدخل لقانوني والثالث بالمسار السياسي والديبلوماسي والاجتماعي، معتبرا أن امارة المؤمنين بالنسبة للمغاربة ليست مجرد تقدير لسلطة الملك امير المومنين بل هي اعتناق لنظام حكم نسقا وسلوكا قائما على احترام الكليات الخمس، وأنها شكلت توابث صلبة للأمة المغربية على نهج المؤسسين، وأن هذه المكانة المتميزة جعل من امارة المؤمنين موضوع أبحاث لدى المؤرخين من جهة أولى وأن استقرار المؤسسات في المغرب ليس هو ما استرعى انتباه الباحثين بل تعدد مشاربه الحضارية معتبرا هذا الأخير معطى مفسر للتقدير الدولي الذي يحضى به المغرب.

المغرب فاعل دولي موثوق به لحماية القدس أمام النزوعات الهيمناتية للاحتلال

أوضح الدكتور الشرقاوي، أن الدور المغربي يعول عليه دوليا أمام ما يعتمل من تحولات دولية، وأن الملك محمد السادس ما لبت يؤكد في عدة محافل دولية ووطنية أن الواقع الهيمناتي والنزوعاتي الذي تمارسه اسرائيل لن يدفع سوى الى العنف والعنف المتبادل، وأن من معين الروح أن يرتفع صوت الحكمة وما ترمز اليه العهدة العمرية من تعايش الأديان الثلاثة وأنها ستبقى بحمولتها التاريخية الرمزية حاضنة للتعايش والسلام الذي رسمته العهدة العمرية، مستدركا أن هذا يحتاج إلى ابتكار حلول للدفاع عن القدس والمقدسيين اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وعرج مسؤول بين مال القدس الشريف الدراع التنفيذي للجنة القدس، الى استحضار بيداغوجي لسياق ولادة الآليات المؤسساتية للدفاع عن القدس والمقدسيين، والتي كانت بداياتها كردة فعل على الاعتداءات الاسرائيلية ضد القدس سنة 1969 والتي تشكلت على اثرها آلية عربية إسلامية ممثلة في منظمة المؤتمر الإسلامي والذي سيعمل بعد عقود على تغيير رؤيته للعمل سنة 2000 للتتلاءم وطبيعة التحديات الجارية على الأرض وفقا لتعبيره.

وخلص الدكتور الشرقاوي، الى أنه وبعد قرابة عقدين من وفاة الحسن الثاني، بات العديد من الدارسين يعيدون قراءة الأفكار ومداخل تدبير الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الملهمة، معتبرا ذلك انصافا للحسن الثاني وتأكيدا لقناعاته القائلة بقطعية وهم الرؤية الدينية لدولة اسرائيل يومها والتي لا زالت قائمة الى اليوم.

وفي شأن تولي المغرب الرئاسة الفعلية للجنة القدس، قال الدكتور الشرقاوي، أن ذلك لم يكن مكرمة بل تأكيدا قانونيا على استمرار أثر المغرب والمغاربة في القدس، حيث يشكلون قطعة من النسيج الاجتماعي والحضاري الفلسطيني وللروابط الكبيرة التي تجمع أهلها بالمغاربة من طلبة وعلماء وحجاج وأن ما يجسد هذه العلاقة هو حجم الهود التي يقوم بها جلالة الملك من خلال الأدوار المقدرة للدبلوماسية المغربية من خلال إسناد القدس وفلسطين، وقال:”ما يربط المغرب بالشام ليس العواطف فقط بل التاريخ والمصير المشترك”.

وفي السياق ذاته، استحضر ذات المتحدث الإرث الحسني للملك الراحل في ربطه الدائم للقدس بالسلام وتأكيد أحقية المغاربة الدائم في تصدر الصفوف الأمامية لنصرة المدينة والمقدسيين المهجرين، وكيف واصل  محمد السادس جهود سلفه  لتأكيد الوضع الخاص للمدينة في لقائه ببابا الكنسية، باعتبار القدس أمانة عظمى ورثها جلالة الملك عبر المدخل الديني والقانوني والتي تضفي الشرعية على التحركات الملكية لصالح القضية الفلسطينية.

التدخل الدولي لحماية القدس لا زال دون مستوى الانتظارات

وواصل الشرقاوي بسطه لجهود مؤسسته باستحضار سياق 7 من اكتوبر 2023 وما أعتمل من تطورات طالت الأرض والانسان الفلسطيني، وأن هذه الأخيرة أظهرت أن التدخل الدولي لحماية القدس لا زال دون مستوى الانتظارات واصفا إياه بالمحتشم. مبرزا أن الأمل لا ينقطع في أمتنا العربية والإسلامية، غير أن هذا الأخير يحتاج توطيد العمل الاسلامي وتوحيد الصفوف لتجسيد إرادة السلام واسناد لجنة القدس كما صنع رؤساء الدول والملك العرب سابقا سنة 1975 ومباركتهم احداث وكالة بيت مال القدس الشريف لاسناد المقدسيسن مسلمين ومسيحيين وفي تكامل بين المدخلين السياسي والديبلوماسي.

وفي شأن تأمين استمرارية بيت مال القدس الشريف في خدمة المرابطين أمام مساعي الاحتلال الى الاخلال بالتوازن، اعتبر الشرقاوي أن هذا الأخير هو ما دفع بالشباب الفلسطيني إلى الدفاع عن عرضهم وأرضهم بطرقهم الخاصة، امام التضييق على المكون العربي مما فرض واقعا يستعصي تقبله حيث لا يسمح للفلسطينين بالبناء إلا في 13 بالمائة من مساحة المدينة ناهيك عن الاعتداءات الجسيمة في قطاع غزة ووالضفة الغربية.

وعلاقة بالاستثمارات التي اقامتها بيت مال القدس الشريف، سجلت خلال الفترة ما بين 2000 و 2023 أكثر من 200 مشروعا بكلففة 70 مليون دولار موزعة على الصحة والفلاحة والاقتصاد المحلي ومشاريع الشباب والتمكين والتنمية البشرية والمالية الاجتماعية لفائدة المعاقين والأيتام، وأن الوكالة تتجه اليوم الى هندسة مشاريع تستجيب لانتظارات المقدسيين، وذلك عبر مركز القدس للدراسات والأبحاث في أفق اطلاق كرسي للدراسات المغربية في جامعة القدس.

وأنهى الدكتور الشرقاوي، مداخلته بتأكيد أحقية لنا المغاربة للافتخار بهذا النموذج الذي يترأسه الملك حفظه الله، مشيرا الى أن الملك محمد السادس اقام مشاريع مستدامة لفائدة الفلسطينين، بما فيها بناء جامعة الحسن الثاني بقطاع غزة والتي جرى تدميرها في الأشهر الأولى للحرب وغيرها من المشاريع الرامية الى بناء الانسان الفلسطيين والضامنة لاستمرارية صموده.

وأختتمت فعاليات هذا الدرس الافتتاحي بدعاء تلاه رئيس المجلس العلمي المحلي لقلعة السراغنة ، لجلالة الملك بالنصر والتمكين وللمغرب بالأمن والاستقرار والمزيد من التقدم نظير الجهود الكبيرة التي يقوم بها المغرب قيادة وشعبا لفائدة المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة.

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...