واجتاحت موجة غضب عارم منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، إذ عبر نشطاء وفنانون ومشاهير عن استنكارهم للواقعة التي اعتبروها “جريمة شنيعة” في حق الإنسانية عامة، والمغرب خاصة، مبرزين أن المغرب لا طالما مد يد الصلح للدولة الجار، لكن ذلك يقابل كل مرة بأفعال عدائية.
وعم وسم “جريمة السعيدية” ووسم “الجزائر دولة إرهابية” منصات التواصل على نطاق واسع وتصدرا “الترند” على “إكس” (“تويتر” سابقا)، كما نعى مجموعة من المشاهير المغاربة بكلمات مؤثرة الشابين الراحلين، أبرزهم دنيا بطمة، أسماء لمنور، لطيفة رأفت، مريم باكوش، بسمة بوسيل، نرجس الحلاق، نبيل عاطف، مونية لمكيمل، وآخرون.
وقال الممثل المغربي رشيد الوالي: “عزائي لعائلة الشابين المغربيين وللمغاربة والإنسانية. طبعا تألمت وحزنت بحرقة شديدة على ما وصل إليه البشر من حقد وعداوة؛ تصيد الفرص من أجل الانتقام هو أمر مخزٍ (…) لن أصب الزيت على النار، لكن كان واجبا عليّ العزاء والتعبير عن المواساة، وأتمنى من السلطات المغربية العمل على إعادة الشاب الأسير وجثة الشاب الميت. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
الإعلامي المغربي رشيد العلالي ندد بدوره بالواقعة القاسية قائلا: “قال الحسن الثاني رحمه الله: [نريد أن يعرف العالم مع من حشرنا الله في الجوار]. فعلا، ما قام به جار السوء في حق أبنائنا هي جريمة بشعة لا يجب أن تمر مرور الكرام، فما يصلنا من أذية وحقد من هذا النظام المتحجر البئيس يجعلنا ندرك أن الكابرانات لا يعرفون إلا لغة العنف”.
وتابع: “يجب علينا أن نندد بهذا العمل الإجرامي الذي يتنافى مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، أتمنى أن يتحرك مغاربة العالم من خلال المنظمات الحقوقية الدولية لشجب هذا الحادث المأساوي، الذي راح ضحيته أشخاص أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ظلوا طريقهم. يجب أن نسمع صوتنا للعالم، كل من موقعه، لكي يعرف الجميع خبث ومكر دولة يحكمها كلاب ضالة لا تتوانى عن إلحاق الأذى بالمغرب كلما أتيحت لهم الفرصة”.
الممثل هشام الوالي هو الآخر علق على الحادثة المأساوية قائلا: “ليعلم العالم مع من حشرنا الله في الجوار. تبا لك أيها النظام الغبي البائس وإلى مزبلة التاريخ، رحم الله شبابنا المغدور وألهم أهاليهم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
من جهته، قال الممثل رفيق بوبكر في مقطع فيديو إن الأمور بعدما وصلت إلى القتل “يجب ألا يمر ذلك مرور الكرام”، مضيفا: “باسم الله الوطن الملك، حان الوقت ليتحرك المغرب”.
جدير بالذكر أن جثمان الشاب الراحل بلال قيسي قد ووري الثرى أمس الخميس، في الوقت الذي ما زالت فيه أسرة الشاب عبد العالي مشوار تناشد السلطات المغربية التدخل من أجل تسلم جثة ابنها العالقة في الجزائر.
وألقت السلطات الجزائرية القبض على شاب ثالث كان رفقة الشابين الهالكين على متن درجات “جيت سكي”، تعرض لإصابة يجهل مدى خطورتها، وحكم عليه فورا بـ 18 شهرا حبسا نافذا، وفق ما أفاد به شقيق الهالك بلال قيسي في تصريحاته بعد نجاته.