الأزهري رئيس المجلس العلمي المحلي لشيشاوة يفكك مقومات الفتوى ويؤكد أن أوضاع الزمن الحاضر تقتضي فتاوى معاصرة

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن

كشف الدكتور عبد الحق الأزهري رئيس المجلس العلمي المحلي لشيشاوة، أن اختيار موضوع “الفتوى بين ضوابط التأصيل ومزالق التنزيل”، نابع مما تكتسيه الفتوى في دين الله تعالى من مكانة رفيعة، وأهمية بالغة لكونها أداة يتم من خلالها وصل الناس بالأحكام الشرعية، وباعتبار القائم بها موقعا عن الله تعالى عن طريق التبليغ، كما تعتبر من أسمى الخطط الشرعية وأشرفها وأعلاها شأنا، وهذا الشرف الذي حازته في دين الله تعالى راجع إلى كونها مذكورة في القرآن الكريم، فأوجب علينا إتباع أوامره في الفتيا، والاقتداء برسوله فيها تأصيلا وتنزيلا، فنأخذ بما أخذ به فيها، ونجتنب ما أمرنا باجتنابه.

الدكتور الأزهري، اوضح في معرض كلمته الافتتاحية في الندوة العلمية السنوية في موضوع “الفتوى بين ضوابط التأصيل ومزالق التنزيل”، المنظمة اليوم السبت 27 ماي، بالقاعة الكبرى لعمالة شيشاوة، أن تسارع الأحداث في زمننا دعت إلى وضع تأليف، وإقامة محاضرات، وإعداد كثير من الأيام الدراسية العلمية للوقوف على أسس الفتوى، والإلمام بها، لذلك اندرج كثير من العلماء في مسالكها، بحيث قال:” أن أوضاع الزمن الحاضر تقتضي فتاوى معاصرة، تجيب على أسئلة الزمان والمكان، فإن بقاء الفكر وقوته تكمن في مدى إجابته عن أسئلة العصر، وما لم يجب الفكر الإسلامي عن أسئلة العصر، ويدفع اعتراضاته فإن مآله إلى الاندثار والزوال، والأمر نفسه في الفتوى، فإن قوة الفتاوى في مدى استجابتها لمتطلبات العصر الذي هو جزء منها، فإنها تستحضر العصر بكل مستجداته، وأحواله”.

وفي سياق تفكيكه لمقومات الفتوى، أوضح الدكتور الأزهري، أن اصطلاحية الفتوى تتحدد في ثلاث مقامات، الأول أنها إظهار وتبيين وإخبار بحكم الشرع في نازلة أو حادثة، وهي بهذا توافق المعنى اللغوي الذي دلت عليه مادتها. والمقام الثاني كونها غير ملزمة، وهذا قيد احترازي احترز به عن تعريف القضاء الذي يكون ملزما. وشدد أن هذا كله لا يعني هذا خلو الفتوى بالكلية من الإلزام بل هي ملزمة إلزاماً دينيا، أي باعتبار الطاعة الواجبة في حق العلماء، ووجوب العمل بالأحكام الشرعية التي أخبر بها
المفتي، لأنها تعبير عن حكم الله المتعلق بتلك النازلة أو المسألة، وإنما أضيف قيد عدم الإلزام في تعريف الفتوى، لأن المفتي ليست له سلطة التنفيذ فيما أفتى فيه.

وختم رئيس المجلس العلمي المحلي لشيشاوة كلمته الافتتاحية أن هذه الندوة العلمية السنوية هي مناسبة لتكريم عالما من علماء المغرب بشكل عام وعالما من علماء الاقليم بشكل خاص وهو الفقيه الفاضل سيدي عمر لقديري فقيه المدرسة العلمية العتيقة بزاوية بلحول بجماعة المزوضية إقليم شيشاوة وهو الحاصل على جائزة محمد السادس لأهل القرآن والسنة سنة 2013 مكافأة له على عنايته واهتمامه الفائقين بالقرآن الكريم. وتقدم بالشكر لعامل صاحب الجلالة على إقليم شيشاوة في إنجاح هذه الندوة العلمية لما أسداه ويسديه من عناية بمؤسسة العلماء والفقهاء، وللشركاء كشركة اسمنت المغرب والمجلس الإقليمي والجماعة الحضرية والمصالح الخارجية ولأعيان المنطقة ومحسنيها ورجال أعمالها ورجال إعلامها على توفيرهم وتعظيمهم وتعاونهم مع مؤسسة العلماء.