في الوقت الذي تستفيد الأرامل من خدمات الاسعاف مجانا.. سائق اسعاف كماسة يلزم أرملة حاضنة لأيتام بدفع 200 درهم لنقلها هي وصغيرها الى مستعجلات شيشاوة ورئيس الجماعة يتدخل وينقذ ماء الوجه

توفيق عطيفي – شيشاوة الان

فجر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بجماعة كماسة، اليوم الاثنين فاتح ماي، سلوكا أقل ما يمكن القول عنه أنه غير أخلاقي ولا يراعي لخصوصيات الاسر المحرومة والتي تعيش وضعية الهشاشة والفقر بكل أشكاله، بعد أن أقدم سائق سيارة اسعاف جماعية على إلزام سيدة أٍملة وأم حاضنة لايتام بتأدية ثمن رحلة علاج مستعجلة لصغيرها المريض في اتجاه المستشفى الاقليمي محمد السادس.

الأرملة الحاضنة للأيتام لم تنفعها توسلاتها لسائق الاسعاف ولا كشفها لوضعيتها التي لا تقوى معها حتى على توفير “قفة السوق” لصغارها، ولا كون هذه الخدمة يستفيد منها الميسورين من أبناء الجماعة ولا كون ذات الخدمة في عهد الرئيس عبد السلام عيلا مجانية، لتهرول المسكينة الى احدى سيدات دوارها وتقترض منها ثمن رحلة لا نناقش مدى قانونية المجانية من عدمها بل حقها في المساواة قبل الانصاف بينها وبين باقي مواطني الجماعة.

السلوك خلف حالة استياء عارم في صفوف الرأي العام المحلي، بين من علق على الواقعة بالقول:”الغلط تاعها علاش ماتعيط على المقدم ديرو شاهد وتعيط على الجوندارم ؟ را الجهل و بنادم لي تايحني الراس هو لي خلاهم اديرو مابغاو”، ومشكك بالقول:”مايمكنش واش تيقنت من الخبر”، ومن اعتبر الأمر عاديا بالنسبة اليع بعد أن سبق له دفع مبلغ 220 درهم لنقل والدته قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وتنتقل الى رحمة الله الواسعة.

رئيس الجماعة محمد بوعدي المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، تفاعل مع الواقعة وفقا لما أورده عبر حسابه الفايسبوكي، بنفس ايجابي يعكس جانبا من الأخلاق التي يتعين أن يكون عليها أي مسؤول سليم الفطرة، حيث أكد أنه فتح تحقيقا في الموضوع وتأكد من الواقعة، واكتشف معه صدقيتها. وكشف بوعدي أنه أرجع المبلغ المالي المؤدى للأرملة، معللا ذلك بالقول:”لان الارامل تستفيد من سيارة الاسعاف بالمجان وان هذه الحالة حالة استثنائية لم يتم الانتباه إليها من طرف سائق سيارة الاسعاف قبل ادائها لهذا المبلغ. وقد تمت معالجة هذا المشكل”.