*/

الرئيسية > أخبار المغرب

“أنوال” أول فيلم مغربي عن أسطورة الريف محمد الخطابي.. لماذا أثار الجدل؟

  • الثلاثاء 18 أبريل 2023 - 23:03

يجري منذ أسابيع، تصوير فيلم سينمائي مغربي عن شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي، الملقب بأسد الريف، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج عمل فني يتناول هذه الشخصية المؤثرة في التاريخ المغربي والعربي.

غير أنه بمجرد نشر أبطال الفيلم صورا من كواليس تصويره، أثير جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

أسد الريف لأول مرة في السينما

لأول مرة تلتفت السينما المغربية لتجسيد شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي، قائد المقاومة المغربية في منطقة الريف (شمال المغرب) ضد المستعمر الإسباني.

الفيلم يحمل عنوان “أنوال”، وهو اسم المعركة التاريخية التي انتصر فيها الخطابي انتصارا ساحقا على الإسبان، ووصلت تبعات هزيمتهم إلى مدريد.

وانتصر الخطابي ورجاله في معركة غير متكافئة معتمدين على أسلحة بسيطة، مقابل جيش منظم وعتاد متطور لدى الإسبان.

الفيلم من إخراج محمد بوزاكو، سيناريو وحوار محمد النظراني، وإنتاج المركز السينمائي المغربي.

يقول المخرج محمد بوزاكو للجزيرة نت إن الفيلم يسلط الضوء على الفترة ما بين 1907 و1921، منذ كان الخطابي طالبا في جامعة القرويين بفاس، ثم التحاقه للعمل بمدينة مليلية معلما وبعدها صحفيا في جريدة “تليغراما ديل ريف” ثم قاضي القضاة، إلى أن تحول مساره وقرر قيادة حركة المقاومة ضد المستعمر الإسباني وينتصر في معركة “أنوال”.

وأوضح المخرج أن الفيلم ليس سيرة ذاتية، بل يتضمن وقائع تاريخية حدثت في تلك الفترة، ممزوجة ببعض الأحداث الخيالية لإضفاء حبكة درامية على العمل.

وحصل صُنّاع الفيلم على رخصة التصوير منذ 3 سنوات، إلا أن ظروف جائحة كورونا حالت دون الشروع في العمل.

وأشار المخرج إلى أن اختيار أماكن تصوير تعبر عن معمار تلك الفترة التاريخية استغرق بدوره وقتا، إلى جانب اختيار الطاقم الفني والتقني، وتجهيز ملابس الشخصيات سواء عناصر المقاومة أو الجيش الإسباني.

ويضم فريق العمل مزيجا من الممثلين المحليين من الريف (وهي منطقة في شمال المغرب حيث توجد سلسلة جبال الريف) وممثلين محترفين وآخرين إسبانيين.

وإلى جانب القاطي، يشارك في الفيلم ممثلون محترفون مثل محمد الشوبي وراوية ومحسن مالزي ويونس الهري وإسماعيل أبو القناطر وغيرهم.

يقول ربيع القاطي للجزيرة نت عن تجسيده دور الخطابي في الفيلم “هذا حلم حياتي كممثل يتحقق، سعادتي لا توصف، وفي نفس الوقت أحس بمسؤولية جسيمة أحملها فوق أكتافي، أمام الإرث السياسي والنضالي والجهادي لهذه الشخصية”.

وأوضح أن علاقته بالشخصية تمتد إلى زمن الطفولة، حين كان يسمع عنها في محيطه العائلي، ومع مرور السنين زاد وعيه بتضحيات الرجل من أجل الوطن ومن أجل الشعوب العربية.

وبعد تواصل الجهة المنتجة معه للعمل في الفيلم، يقول القاطي إنه تعمق في البحث أكثر عن كل الآثار التي تتحدث عنه، واعتمد على مراجع متعددة ووثائق ومستندات تتناول مساره وكفاحه من أجل أفكاره التحررية ومواجهة الإمبريالية الاستعمارية.

تمويل محدود

يتم تصوير الفيلم في 3 فضاءات مختلفة هي دار الكبداني في إقليم الدرويش (شمال) وفي الناظور (شمال) ثم فاس (شمال غرب) لتصوير مرحلة دراسة الخطابي في جامع القرويين.

وحظي العمل بتمويل المركز السينمائي المغربي بـ4 ملايين و850 ألف درهم (حوالي 440 ألف دولار).

ويرى المخرج أن هذا الدعم المالي ليس كبيرا، لذلك حاول فريق العمل إيجاد منافذ أخرى غير مالية مثل توفير المعدات والآليات دون مقابل، كما أن بعض الممثلين والتقنيين، ومنهم المخرج عملوا فيه بتعويضات وصفها بالمقبولة، وذلك لرغبتهم في إخراج هذا العمل في أفضل صورة.

وأوضح بوزاكو أنه سيتم الاعتماد على التقنيات الحديثة والمؤثرات البصرية لتصوير المعارك، والاستعانة بـ”فرقة الخيّالة” (فرقة للفرسان) من مراكش، وهي فرقة مدربة ولديها خبرة وتجربة في تمثيل المعارك والحروب.

مخاوف وتثمين

بمجرد نشر صور من كواليس تصوير الفيلم، ثار جدل ونقاش في مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مشجعي إنتاج الفيلم ورافضين لهذه التجربة.

وعبّر الكثيرون عن مخاوفهم من أن تظلم السينما محمد بن عبد الكريم الخطابي، فيظهر أول عمل فني يتناول شخصيته ضعيفا بالنظر للميزانية المحدودة المخصصة له، في حين تخوفت فئة أخرى من “تزوير” هذا العمل تاريخ شخصية الخطابي، التي يرى كثيرون أنها لم تأخذ حقها من التكريم ورد الاعتبار، ورفضت فئة ثالثة أن يجسد دور الخطابي ممثل لا ينحدر من منطقة الريف.

بالمقابل، أثنى آخرون على الشروع في تصوير الفيلم، مشيرين إلى أن السينما المغربية تأخرت كثيرا قبل تناول هذه الفترة المهمة من التاريخ المغربي وشخصياتها الفاعلة.

ويعتبر المخرج بوزاكو -وهو ابن منطقة الريف- النقاش الجاري حول الفيلم عاديا، وأشار إلى أن من حق الجمهور أن يبدي توجسه ومخاوفه بشأن عمل سينمائي عن شخصية مهمة ومؤثرة في التاريخ المغربي.

وأضاف “أنا واع بالمسؤولية ولديّ توجس، لكني أحب خوض المغامرة من أجل إنتاج عمل في المستوى، أنا واثق في نفسي وفي فريقي، وسنحقق جميعا النجاح لأننا نشتغل بحب”.

أما بطل الفيلم ربيع القاطي، فيرى أن “تاريخ وفكر الخطابي ليس حكرا على أحد، بل هو ذاكرة مشتركة بين جميع المغاربة”.

وأشار إلى أن الرجل في حياته “كان يؤكد انتماءه لوطنه، وكان وحدويا فهو من مؤسسي الوحدة بين دول المغرب العربي وكان ينادي بوحدة الشعوب العربية”.

واعتبر المخاوف التي عبّر عنها البعض “في غير محلها”، داعيا إلى الجرأة في تناول التاريخ المغربي وإماطة اللثام عن تلك الحقبة.

وجوابا على من يزعمون تزوير التاريخ، قال القاطي “من غير المنطقي الحكم على عمل أو إبداع قبل أن يخرج إلى الوجود”.

وأضاف “لدينا غيرة وطنية على الرجل، ما يدفعنا إلى البحث في تفاصيل تاريخه، وإذا لم نتحدث عنه في السينما فمن سيتحدث عنه؟!”.

وتابع “نحن في حاجة إلى دعم وتشجيع، كيف نحرف حقائق تاريخية معروفة للعالم؟ نحن فقط سوف نصوغ هذه الأحداث المعروفة في قالب فني”.

ورفض القاطي حصر أسطورة الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي في رقعة جغرافية معينة، في حين أن صيته وتأثيره وأفكاره تجاوزت حدود الريف والمغرب إلى العالم.

وأوضح “نحن شجعان لأننا تجرأنا على موضوع مهم يخصنا ويخص ذاكرتنا الجماعية، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”.

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...