ممرضة بمستوصف أهديل لوالدة طفل..” سيري ألالة دي ولدك لمركز سيدي المختار معنديش فاصمة باش نداويه”

حياة الوكيلي – شيشاوة الآن

في الوقت الذي بشرت فيه حكومة عزيز أخنوش المغاربة بأنها ستعمل على تجسيد قيم الدولة الاجتماعية، لا زالت معالم هذا الخيار غائب على الأرض بالنظر لواقع الحال الذي لا يرتفع ولا يقبل أن يزركش بألوان الطيف، لا زالت المستوصفات الصحية بالعالم القروي بإقليم شيشاوة تشكو غياب ابسط شروط عمل الأطر الطبية وشبه الطبية.

لعل ما يؤكد هذا على الأرض مخاطبة ممرضة بمستوصف أهديل الذي يتواجد بجوار الطريق السيار الرابط بين شيشاوة والصويرة، لأم طفل أصيب بجروح على مستوى الوجه بكلام توصيفي وبعفوية تخفي معاناة الأطر الصحية بالاقليم:”عفاك ألالة جيبي الفاصمة نداوي لك ولدك ولا سيري لسيدي المختار داويه تما راه معندناش الفاصمة مجابوهاش لينا”.

أم ” ريان” القروية التي التقتها الجريدة بجانب الطريق وهي تكفكف دموعها، كشفت أنها لا تملك ثمن تسعيرة سيارة الأجرة للإنتقال الى مركز سيدي المختار او شيشاوة لعلاج جروح ابنها، وأن الممرضة المغلوب على امرها لم تكشف الا الحقيقة المسكوت عنها، مستغربة من غاية الإبقاء بهذا المستوصف مفتوحا مادام لا يقدم حتى ابسط الخدمات للمرتفقين.

واقعة ريان وأمه، ليست سوى الشجرة التي تخفي غابة معاناة المواطنين مع الوضع الصحي الهش في إقليم شيشاوة، رغم الجهود التي يبذلها عامل الإقليم من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمندوب الإقليمي الإطار الموس محمد، غير أن تراكمية الهشاشة التي عمرت عقودا ليست بالقليلة لا زالت تحتفظ لنفسها عن الأطلال التي يصعب محوها باجراءات ظرفية اقليميا.