نقطة نظام.. تدبير الحكومة لفيروس “كورونا” مطمئن

نقطة نظام
ككل تدبير للشأن العام، لا يمكن التعاطي الرسمي مع خطر انتشار فيروس «كورونا»، الذي يرهب العالم حاليا، إلا أن يثير مواقف إيجابية وأخرى سلبية، حسب زاوية النظر والتقييمات؛ لكن، وفي انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، لا بد من تسجيل الطابع المحكم للتدبير الرسمي لهذه الأزمة حتى الآن.
تفيد المعطيات الواردة من مقر وزارة الداخلية بوجود ما يشبه خلية النحل المنعقدة بشكل شبه دائم، حيث توجد العديد من فرق العمل التي قضت لياليَ بيضاء في الأسبوع الأخير. وفي الوقت الذي يعتبر فيه نقاش الاختصاصات والصلاحيات الدستورية مضيعة للوقت في الظروف الطارئة التي نعيشها حاليا، خاصة إذا كان الفاعل السياسي اختار التنازل عن أدواره ومسؤولياته بشكل «طوعي»، فإن العمل الذي قامت به لجنة القيادة تحت إشراف وزارة الداخلية، حتى الآن، هو الذي أنتج حالة الاطمئنان التي نحتفظ بها حتى اليوم، في الوقت الذي يسيطر الهلع على مجتمعات قريبة.
السر، حسب المعطيات المتوفرة، يكمن في الاختيارات الصارمة التي اتخذت بخصوص التواصل حول الموضوع، حيث يقدّم ممثلو جميع القطاعات الحكومية معطياتهم المحينة بشكل يومي، مقابل إلزامهم الصارم بعدم القيام بأي تواصل خارج ما يجري التوافق عليه، وهو ما أنتج حتى الآن تواصلا رسميا منسجما ومتماسكا.
إن جزءا كبيرا من تدبير مثل هذه الأزمات المرتبطة بالصحة والأوبئة، يتمثل في التواصل، لأن القسم الأكبر من انعكاساتها السلبية لا ينجم عن الأضرار الصحية بالضرورة، بل عن خوف مفرط ومنفلت من التحكم، أو استهتار غير مبرر واستهانة بالمخاطر.