برلمانيو شيشاوة ينتزعون وعدا من الوافي كاتبة الدولة المكلفة بالبيئة لتدارس إكراهات مشروع تدبير النفايات الطبية

و”شيشاوة الآن” تنفرد بنشر موقف البرلمانيين: الصوفي- المهاجري وجناح تجاه المشروع
عبد الصمد ايت حماد شيشاوة الآن
في سياق المواكبة الإعلامية لجريدة “شيشاوة الآن”، للجدل الذي خلقه استعداد أحد المستثمرين إحداث وحدة لمعالجة النفايات الطبية بمحيط مدينة شيشاوة، تمكن كل من البرلماني الاستقلالي عبد الغني جناح، البرلماني “المصباحي” حمزة الصوفي والبرلماني هشام المهاجري المنتمي لحزب “البام”، مساء يوم أمس الاثنين 11 فبراير، من انتزاع وعد من نزهة الوافي، كاتبة للدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة مكلفة بالتنمية المستدامة، بالتتبع الشخصي لهذا المشروع الاستثماري وايلائه الأهمية التي يستحقها، وذلك قبيل رفع جلسة الأسئلة الشفوية في البرلمان لأداء صلاة العصر.
وتأتي هذه الخطوة الترافعية للبرلمانيين الثلاثة في إطار احتدام النقاش بين فعاليات المجتمع المدني وممثلي الهيئات الحزبية والمنتخبين بالمدينة حول المشروع الاستثماري المذكور من جهة وفي إطار الأدوار التفاعلية الآنية لممثلي الساكنة في هذه المؤسسة الدستورية. هذه الخطوة استحسنتها كاتبة الدولة الوصية على القطاع، والتي أبدت استعدادها للتواصل مع ساكنة مدينة شيشاوة عن قرب، عبر عقد لقاء تواصلي مع فعاليات المجتمع المدني تحت إشراف السلطات الإقليمية، لرفع الضبابية وسوء الفهم الذي تشكل لدى شريحة من المجتمع المدني حيال وحدات معالجة النفايات الطبية، والتي أبرزت بخصوصها أنها لا تطرح أي مشكل بيئي خاصة تلك التي تراعي الأبعاد الايكولوجية، هذه الأخيرة التي شددت المسؤولة الحكومية أن قطاعها متشدد في مراعاتها بتنسيق مع اللجنة الجهوية للاستثمار التي يترأسها الولاة في مختلف جهات المملكة.
كما أكدت الوافي بحسب مصادر للجريدة، أن قطاعها مستعد لتنظيم زيارات لفائدة بعض ممثلي الفعاليات المدنية، الهيئات السياسية، المنتخبين والمهتمين بإقليم شيشاوة، إلى وحدات نموذجية مختصة في تدبير النفايات الطبية ونظيراتها العشوائية، لوضع كل الأطراف أمام الحكم السليم بعد الاطلاع الميداني على هذه الوحدات المنجزة والمعايير المتمضنة في دفتر تحملات المشروع المزمع تنفيذه كأول وحدة علاجية للنفايات الطبية بالطرق العصرية والايكولوجية وفقا لتعبير مصدرنا.
وشددت المسؤولة الحكومية، أن التواصل البناء والمثمر هو السبيل الوحيد لمعالجة مثل هذه الملفات في اتجاه تقريب الرؤى بين الفاعلين تغليبا لمنطق “رابح رابح”، وليس تبني خيارات التعرض والعرقلة والتشجنجات التي تهدر الفرص الاستثمارية المراعية والصديقة للبيئة.
هذا وفي اتصال لجريدة “شيشاوة الآن” بالبرلمانيين الثلاثة، ثمنوا التفاعل الايجابي لكاتبة الدولة نزهة الوافي مع الموضوع، حيث أكد في هذا الصدد البرلماني الاستقلالي عبد الغني جناح، أن هذه الأخيرة التزمت بعد طرحه للموضوع إلى جانب زميليه الصوفي والمهاجري، على أن تسهر على مطابقة الدراسات الخاصة بدراسة التأثيرات البيئية للمشروع مع تلك المعمول بها وطنيا وفي تجارب دولية مقارنة ناجحة ووطنية كفاس وطنجة، وعن استعدادها استقدام خبراء دوليين معتمدين للتواصل وإقناع مختلف الفاعلين الشيشاويين.
وقال البرلماني جناح:” قلق طرف من المجتمع المدني متفهم، غير أن الحاجة للاستثمار تبقى من الأولويات التي لا ينبغي تجاهلها لما لها من دور في التنمية الاجتماعية وخلق فرص الشغل المنقذة من مخالب البطالة المنتشرة في صفوف الفئات الشابة بالإقليم، وأقول بكل حياد ايجابي أن السيدة كاتبة الدولة أعربت لنا طيلة اللقاء بها توفرها على الوثائق الكاملة للمشروع واستعدادها وضع الدراسات التقنية رهن إشارة مختلف الفاعلين الترابيين ومعها المجتمع المدني والمنتخبين”.
أما البرلماني حمزة الصوفي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، فقد أكد من جهته أن المعطى البيئي محور من محاور اهتمام حزبه ضمن محور أكبر الذي هو التنمية المستدامة، وأن اللقاء مع كاتبة الدولة نزهة الوافي، كان ناجعا ومركزا لما تم تحقيقه فيه من انتزاع لالتزامات شخصية ووزارية من المسؤولة الحكومية، خاصة تبنيها لخيار تنظيم زيارات ميدانية للوحدات المختصة في معالجة النفايات الطبية تحت اشرافها للاطلاع على تجارب هذه الوحدات ومراحل المعالجة.
وثمن نفس المتحدث هذه المبادرة الصادرة عن مسؤولة البيئة داخل حكومة سعد الدين العثماني، وأن خطوة البرلمانيين الثلاثة والمنسقة تعكس العمل الجماعي الرامي لجلب المنافع لإقليم شيشاوة ودفع المضار عنه لكن بروح عقلانية وبروح الموضوعية. مشددا أن النقاش الدائر حول مشروع إحداث وحدة معالجة النفايات الطبية لا يحتاج ما وصفه ب”تصفية الحسابات السياسية الظرفية أو الماضية”، وقال:”ما هو بيئي وفي صالح الساكنة وفي صالح المنطقة نحن معه، لكن نحن مع المشاريع الاستثمارية الخاضعة لدفتر تحملات مضبوط ومتوافق عليه من قبل الجميع، والسيدة كاتبة الدولة مستعدة للحوار والنقاش والإنصات المتبادل، وأن هذا اللقاء المرتقب والذي سيكون في غضون الأسابيع القليلة المقبلة تحت رئاسة العامل الإقليمي، هو فرصة لتكريس مبدأ الإنصات المتبادل الذي يحتاجه إقليم شيشاوة بكل فاعليه، بعيدا عن الضرب والضرب المضاد والتوظيفات السياسية، ومقولتنا الإصلاحية دائما هي أننا معاول للبناء لا للهدم”.
من جهته أوضح البرلماني “البامي” هشام المهاجري، أن “الكل خدام” من أجل مصلحة ساكنة مدينة شيشاوة وغيرها من الجماعات الترابية التابعة للنفوذ الترابي للإقليم، وأن كاتبة الدولة أكدت لهم حرصها على تبني مثل هذه المشاريع الصديقة للبيئة، وأن قرارها النهائي من موقعها الحكومي مرهون بدراسة الملف التقني للمشروع وزيارتها الميدانية للموقع الذي سيحدث فوقه مشروع معالجة النفايات الطبية، معتبرا موقف المسؤولة الحكومية بالموقف الحكيم والعقلاني وأن التحكيم في النهاية سيكون للرأي العلمي من موقع الخبرة والتخصص والذي سيأخذ بالدرجة الأولى مصلحة الساكنة وحسن الجوار.