شيشاوة بين بؤس المنتخبين وبؤس الاستثمار..من يتحمل مسؤولية البلوكاج الاستثماري؟
عبد الصمد ايت حماد – شيشاوة الآن
تفجرت في اليومين الماضيين واحدة من مظاهر بؤس المنتخبين بعاصمة إقليم شيشاوة، بعد الضجة التي أثارتها نية إحداث وحدة صناعية خاصة بمعالجة النفايات الطبية على مستوى منطقة الحي الصناعي بمدينة شيشاوة، والتي استغلها منتخبي المدينة الخاوية على عروشها من رجال المال والأعمال والاستثمارات النوعية القادرة على استيعاب “جيش البطاليين” في مساعي لخدمة أجندات أنانيتهم السياسية معارضة وأغلبية باسم التأثيرات البيئية للمشروع على بيئة شيشاوة.
ووفقا للمعطيات التقنية التي وفرتها مصادر عليمة بالمشروع موضوع الضجة، فإن الاستثمار الذي كان من المنتظر أن تعرفه منطقة الحي الصناعي بالمدينة رصد له 20 مليون درهم ( مليارين)، تشغيل 100 مستخدم مع انطلاقة المشروع في أفق توسيعه ليضاعف العدد مع تطور المشروع، والذي يهم معالجة النفايات الطبية بأحدث الأجهزة وبطرق علمية وهو ما أكده خبراء بلجيكيين في لقاء عقد بمقر جماعة شيشاوة تحت رئاسة رئيس الجماعة وبحضور المستثمر صاحب المشروع وممثلي المصالح الخارجية ذات الصلة بالمشروع. وأضاف نفس المصدر، أن معالجة النفايات الطبية تجري يوميا بمدينة شيشاوة بطريقة عشوائية تهدد حياة الساكنة، وذلك عبر إحراقها أو رميها في قمامات النفايات المنزلية. دون أن تثير مخاوف دعاة البيئة “الموضوية”.
إن مسلسل هدر استثمارات من هذا النوع ليس بحديث عن عاصمة إقليم شيشاوة، بل هو الطابع “ماركة مسجلة” لدى مختلف المجالس المتعاقبة على المدينة، في الوقت الذي تلهث فيه عاصمة الجهة الأخطبوطية وراء المشاريع لإيمان القائمين على الشأن المحلي المراكشي أن مستقبل المدينة هو الصناعة في ظل عدم الثقة في مناخ الاستثمار السياحي، وهو ما تؤكده المئات من الوحدات الصناعية التي شيدت ولا زالت تشيد بمحيط مدينة تامنصورت الواقعة في النفوذ الترابي لجماعة حربيل.
وفي نبش من الجريدة لأرشيف الاستثمارات التي ضيعتها عاصمة إقليم شيشاوة كفرص حقيقية لتغيير وجه المدينة، ذكر أحد الظرفاء أن المدينة ضيعت وحدة صناعية خاصة بالحبوب ووحدة صناعية خاصة بالنسيج، وحدة صناعية خاصة بزيت الزيتون، مدينة مستخدمي عمال شركة اسمنت المغرب المزوضية والتي كان من المقرر أن يقام فوق تراب جماعة شيشاوة، وحدة مركزية ضخمة للخرسانة…وغيرها من المشاريع التي ضيعت انتصارا من سادتنا المنتخبين لمزاجيتهم ولحسابات أثبتت الممارسة السياسية أنهم يفتقرون لروح المغامرة والإبداع الترابيين.
وزاد ظريفنا، أن مناخ الاستثمار المتخرم بجماعة شيشاوة تتحمل فيه كافة السلطات ومعها فعاليات المجتمع المدني المسؤولية الكاملة، ففي الوقت الذي يلزم السلطات أن تجند كل إمكاناتها وشبكة علاقاتها لاقناع المستثمرين باستثمار أموالهم فوق تراب الإقليم، ركنت ( السلطات) للهواجس والأوهام السرابية التي قد ترسم أمامها تحت مظلة النظام العام والهاجس الأمني والركون للتدبير النمطي للشأن الترابي، في الوقت الذي حددت فيه السلطات العليا سقفا جديدا للمفهوم الجديد للسلطة من التنسيق بين مختلف المصالح الخارجية وصناعة الدينامية المجالية في نطاقها الإداري، وتأهيل مناطق نفوذها الإداري وجعلها أكثر جدبا للاستثمار. أما من جهة المجتمع المدني فله هو الآخر جانب من المسؤولية من جهة الأحكام المسبقة التي يكونها على تأثيرات بعض المشاريع الاستثمارية والمشاريع ذات الطابع الخدماتي ( حالة اللاقط الهوائي لشركة أورانج)، دون تملك الحد الأدنى من المعرفة بالتأثيرات البيئية التي قد تترتب على هذه المشاريع، إلى جانب الانتصار في مناسبات كثيرة للنقابوية على حساب المستثمر دون استجلاء الحقيقة، وهو ما يعني أن الطرفين ومعهم المنتخبين بالمدينة رسموا سويا خريطة سوداء عنوانها “لا للاستثمارات بشيشاوة…لتتسع خريطة البطالة وتمتد”، الى جانب المسؤولية الكبيرة التي يتحملها المجلس الجماعي لشيشاوة الذي يترأسه “البامي” أحمد هلال، الذي تعهد في جولاته المكوكية في أحياء المدينة خلال الحملات الانتخابية لحزبه بقلب وجه مدينة شيشاوة وتأهيلها وجعلها قطب راحة للاستثمار، والذي أبان ( الهلال) عن ضعفه وضعف مجلسه في الابداع وحماية الاستثمارات والمستثمرين، متناسيا أن قلب وجه المدينة مرهون بإعلان حالة الطلاق مع الأنانية السياسية التي حجبت عنه وعن زملائه في المجلس روح المصلحة العامة
والوفاء لإنتظارات ساكنة متعطشة للتنمية وتحسين خدمات القرب، والوقوف في وجه خصوم الاستثمار بنفس المسؤولية، سيما وأن المشروع المثير للجدل بإمكانه أن يفك لغز الجمود الاستثماري بمنطقة الحي الصناعي وتشجيع المزيد من رجال الأعمال من أبناء الإقليم وخارجه مباشرة مشاريعهم بالمدينة.
وجدير بالإشارة أن العامل الإقليمي السابق عبد المجيد الكاملي أشرف في الفترة الأخيرة من مسؤوليته على رأس عمالة شيشاوة على تنظيم يوم دراسي وتواصلي للمستثمرين في إطار التسويق الترابي وإبراز مؤهلات الإقليم وتعريفهم بالتحفيزات التي تستعد الإدارة بسطها أمامهم، غير أن ثمار هذا اليوم التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة بدأت تذهب سدا ومع فيافي هواء شيشاوة “جابوا الهوى من شيشاوة”، مما يعرض الزمن التنموي لإقليم لا زال يتصدر خريطة الفقر للمزيد من الهذر والتبديد.
إن تشخيص مظاهر ضبابية الآفاق الاستثمارية يتقنه الجميع ويمارس البعض دور “الكوتش” في البكائية خلال اللقاءات الرسمية، غير أن ما يفتقده الكثير من مسؤولي المدينة ومعه الإقليم هو الوقفة النقدية مع الذات ومع الضمير ومصارحته عن المردودية التي باتت اليوم العملة اللصيقة بالمسؤولية كوجه للمبدأ الدستوري “ربط المسؤولية بالمحاسبة”، وهو ما يعني حاجة جماعة شيشاوة بكل مكوناتها ( سلطات، منتخبين، نقابات، المجتمع المدني …) للصراحة الترابية كمدخل استراتيجي للمصالحة مع المدينة وتطليق الأنانية التي أتت على الأخضر واليابس لأجيال شيشاوة الغد وأقبرت معه البعد المستدام.
اقرا أيضا
الشرطة القضائية بشيشاوة تقود حملة تطهير وتوقف مروجا للماحيا بالخريبات
عاجل.. سائق شاحنة “بيكوب” مخمور يدهس عنصري أمن بالسد القضائي لشيشاوة
حزب الاستقلال يدعو الى احداث نواة جامعية ودعم الفلاحين والصناع التقليديين وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بإقليم شيشاوة
حزب بركة يعقد دورة مجلسه الإقليمي العادية تحت شعار “تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن”
الذكريات الوطنية وأبعادها التربوية والشرعية في ترسيخ قيم المواطنة موضوع ندوة علمية بالزاوية النحلية
شرخ داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بجماعة كماسة بإقليم شيشاوة بسبب تصويت ثلاثي على إقالة نائب الرئيس
تغطية الأولى للندوة الوطنية:”دور الفعاليات المدنية والأكاديمية في الترافع من أجل قضية الوحدة الترابية” بسيدي المختار
البرلماني الاستقلالي آيت أولحيان يترافع من أجل إخراج مشروع النواة الجامعية بشيشاوة إلى حيز الوجود
الدكتور الغالي يفكك من شيشاوة جدلية الولاء بين القبيلة والدولة ويؤكد قدرة الملكية في المغرب على ضمان استمرارية اللحمة الداخلية للأمة المغربية
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- العثور على فلاح مشهور جثة هامدة بضيعته الفلاحية وسط صدمة أسرته و معارفه
- امتيازات ضريبية وشراكات عسكرية تدعم تحقيق المغرب للسيادة الدفاعية
- هذا نص خطاب الملك محمد السادس
- الملك يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون الجالية المغربية بالخارج
- عودة ترامب للرئاسة تعزز التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة
- الملك محمد السادس: هناك من يستغل قضية الصحراء لتصريف مشاكله الداخلية
- وفاة عيسى حياتو رئيس الكاف الأسبق في باريس عن عمر ناهز 77 عاما
- أولمبياد باريس.. المنتخب الوطني لكرة القدم يظفر بالميدالية البرونزية بتغلبه على نظيره المصري في مباراة الترتيب (6-0)
- العداء سفيان البقالي يهدي المغرب ميدالية ذهبية في أولمبياد “باريس 2024”
- المنافسة الأولمبية لكرة القدم .. المغرب يهزم العراق ويتأهل إلى ربع النهائي
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- بمناسبة عيد العرش المجيد، حفل التميز بمديرية التعليم شيشاوة: تكريم للجهود وتحفيز على الابتكار8
- مؤسسة الخط بشيشاوة تحتضن امتحانات شهادة السلك الإعدادي فئة الأحرار – دورة يوليوز 20248
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8