هل يعاد استنساخ “دولة القضاة” المصرية بالمغرب؟
المحجوب لال
استطاع القضاء المصري في مراحل مختلفة من التاريخ أن يقدم صورا ساطعة وإيجابية في إنفاذ القانون ورفض مجاراة السلطة التنفيذية في بعض أخطائها، وإن كانت كثير من هذه القرارات لا تجد طريقها للتنفيذ، إلا أنها كانت شاهدة على أن في الجسم القضائي أنوار أمل ما تزال متقدة، من قبيل قرارات بطلان عدد من الاتفاقيات الاقتصادية وإجبار الحكومة بحد أدنى للأجور وآخر هذه المشاهد الحكم بلا قانونية اتفاقية التنازل عن تيران وصنافير للسعودية.
في مقابل ذلك، كان القضاء أيضا وسيلة لتصفية حسابات سياسية للحكومة أو الحزب الوطني مع المعارضين، وهي مقاربة لم تكن جديدة، إذ أنها ابتدأت مند بداية ثورة الضباط الأحرار ومحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها جمال عبد الناصر في الإسكندرية، مرورا بشواهد عدة من تاريخ المحن المتلاحقة التي تعرض لها الإخوان المسلمين منذ تلك المرحلة والتي ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا، والتي اتسعت رقعتها لتشمل كل من يعارض النظام بأفق ديموقراطي أو تحرري.
في مثل هذه الأجواء، ونظرا لعدم وضوح خط فاصل بين قرارات وتحركات النيابة العامة وبين تطورات المشهد السياسي، طالب الثوار إبان حراك 2011 بمصر بإسقاط النائب العام عبد المجيد محمود، غير أن هذا الطلب تم تركه لمدة بفعل السيولة السياسية في الأحداث التي شهدها الشارع المصري، إلى أن صدرت أولى الأحكام القضائية بحق المتهمين بقتل المتظاهرين، حيث قال الثوار حينها إن النيابة العامة تقدم أشخاصا للمحاكمة باتهامات معينة ثم تصدر لصالحهم أحكاما بالبراءة، معتبرين أن هذا يعني أن النيابة العامة إما عاجزة أو فاشلة أو متورطة أو غير جادة، وكلنا يتذكر شعارات المتظاهرين أمام دار القضاء العالي بالقاهرة وفي ميدان التحرير وهي تردد “نائب عام يا نائب عام بعت دم الشهيد بكام”.
واستجابة لهذه المطالب، أصدر الرئيس محمد مرسي قرارا بعزل النائب العام وتعيينه سفيرا بالفاتيكان، وهو القرار الذي رفضه النائب العام ورفضه نادي القضاة أيضا، وأشعل صفحة جديدة من المواجهات بين الشارع والجهاز التنفيذي من جهة، والقضاة من جهة ثانية.
قبل ثورة يناير تماهى النائب العام مع النظام ولو بالمخالفة للقانون فكان رأسه مطلوبا لدى الثوار، وبعد الثورة تماهى النائب العام مع بقايا ورموز النظام السابق فأطاح به الشارع والرئيس المنتخب، غير أن ما سمي بدولة القضاة، وقفت في وجه الشارع والدولة، وأصبحت جزءا من المشكل وليس الحل، ولا غرابة والأوضاع هاته، أن يقول رئيس نادي قضاة مصر أحمد الزند في مقابلة تلفزيونية في 2015 “نحن أسياد البلد وغيرنا عبيد” !!!
في المغرب، وبعد النقاش الكبير الذي افتتح مع بداية الحديث عن تحول سلطة الإشراف على النيابة العامة من وزارة العدل، إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، يَطرح إشكالية جوهرية تتعلق بفكرة استقلالية النيابة العامة، عن من ولماذا؟، وفضلا أنّ المقارنة أو القياس بين النموذجين المصري والمغربي ليست محط نقاش الآن لاختلافات كثيرة لا تصح دون استحضار السياق التاريخي والسياسي، فإن فكرة “المحاسبة ومراقبة تحركات وقرارات النيابة العامة من طرف سلطة منتخبة أو شعبية هي جوهر النقاش كله”.
النيابة العامة بطبعها متحركة ومتفاعلة مع المجتمع، ولذا تُعرف بأنها “قضاء واقف”، والإشكال لا يُطرح في العادة حول مدى سرعة تحركها من عدمه، بل في القراءات التي يقدمها المجتمع نفسه لهذا التحرك، قراءة في وقته وخلفياته وآثاره المادية والمعنوية، من هنا، تصبح هذه التحركات وبحكم المنطق، في منطقة رمادية ما لم تخرج من الحجرات المغلقة إلى فضاءات المراقبة العامة أو الشعبية، بما يعنيه ذلك من معالجة لنقص أو تثمين لمكتسب، والتي بالطبع لن يكون لها أفضل من المؤسسة التشريعية.
من أخطر ما يواجه أي نظام سياسي كيفما كان نوعه، أن يُطرح سؤال الخلفية السياسية لتحركات وقرارات الجسم القضائي، وخصوصا النيابة العامة، بدل السؤال القانوني والحقوقي، وما يتجه إليه المغرب اليوم، وكما نبه إلى ذلك عدد من أعضاء مجلس النواب والباحثين في المجال القانوني والسياسي، فإن ما يقع لا يزيد سوى في تكريس الفجوة بين إرادة الشعب المتمثلة نسبيا في البرلمان وبين إرادة أخرى معاكسة.
اقرا أيضا
عاجل.. سائق شاحنة “بيكوب” مخمور يدهس عنصري أمن بالسد القضائي لشيشاوة
حزب الاستقلال يدعو الى احداث نواة جامعية ودعم الفلاحين والصناع التقليديين وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بإقليم شيشاوة
حزب بركة يعقد دورة مجلسه الإقليمي العادية تحت شعار “تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن”
الذكريات الوطنية وأبعادها التربوية والشرعية في ترسيخ قيم المواطنة موضوع ندوة علمية بالزاوية النحلية
شرخ داخل حزب التجمع الوطني للأحرار بجماعة كماسة بإقليم شيشاوة بسبب تصويت ثلاثي على إقالة نائب الرئيس
تغطية الأولى للندوة الوطنية:”دور الفعاليات المدنية والأكاديمية في الترافع من أجل قضية الوحدة الترابية” بسيدي المختار
البرلماني الاستقلالي آيت أولحيان يترافع من أجل إخراج مشروع النواة الجامعية بشيشاوة إلى حيز الوجود
الدكتور الغالي يفكك من شيشاوة جدلية الولاء بين القبيلة والدولة ويؤكد قدرة الملكية في المغرب على ضمان استمرارية اللحمة الداخلية للأمة المغربية
السليمي من شيشاوة.. الإقليم بماهياته التقليدية في العلاقات الدولية متجاوز الى ثقله الروحي والمغرب ماض في كسب الرهان تجاه عمقه الإفريقي
- أخبار المغرب
- رياضة
- منوعة
- العثور على فلاح مشهور جثة هامدة بضيعته الفلاحية وسط صدمة أسرته و معارفه
- امتيازات ضريبية وشراكات عسكرية تدعم تحقيق المغرب للسيادة الدفاعية
- هذا نص خطاب الملك محمد السادس
- الملك يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون الجالية المغربية بالخارج
- عودة ترامب للرئاسة تعزز التحالف الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة
- الملك محمد السادس: هناك من يستغل قضية الصحراء لتصريف مشاكله الداخلية
- وفاة عيسى حياتو رئيس الكاف الأسبق في باريس عن عمر ناهز 77 عاما
- أولمبياد باريس.. المنتخب الوطني لكرة القدم يظفر بالميدالية البرونزية بتغلبه على نظيره المصري في مباراة الترتيب (6-0)
- العداء سفيان البقالي يهدي المغرب ميدالية ذهبية في أولمبياد “باريس 2024”
- المنافسة الأولمبية لكرة القدم .. المغرب يهزم العراق ويتأهل إلى ربع النهائي
- فوزي لقجع يكشف سبب إقالة حاليلوزيتش واختيار الركراكي لقيادة منتخب المغرب
- انتخاب حسن لحلو رئيسا لجمعية التنمية الرياضية بإقليم شيشاوة
- بمناسبة عيد العرش المجيد، حفل التميز بمديرية التعليم شيشاوة: تكريم للجهود وتحفيز على الابتكار8
- مؤسسة الخط بشيشاوة تحتضن امتحانات شهادة السلك الإعدادي فئة الأحرار – دورة يوليوز 20248
- المغرب ضمن أفضل الوجهات خلال 20248
- 2.6 مليون مصلّ ومُعتمر بالمسجد الحرام ليلة 27 رمضان8
- الوقاية من حوادث السير وتمليك ثقافة الاستعمال السليم للفضاء الطرقي محور ورشة تحسيسية احتضنتها ثانوية الإمام البخاري التأهيلية بشيشاوة8
- هل تحركت الأرض في تركيا 3 أمتار للغرب بعد الزلزال؟8