جمعية فناغ تحتضن حفل توقيع ديوان “سر أكرانيا” للشاعر مورسييه والخطاط الفرساوي

عبد الواحد البرجي – شيشاوة الان
في جوّ سويسريّ باردٍ، يبلل محيّاه نسيم عليل ينقُر بحبّاته الأنفسَ المتعبة ويهادنها، احتضنت جمعية فيناغ للتقافة والفنون حفلَ توقيع ديوان “سرّ أكرانيا” للشاعر السويسري الإنساني بيرنو مورسييه والفنان التشكيلي لحسن الفرساوي، وذلك يوم السبت 16 دجنبر 2017 على الساعة الرابعة بعد الزوال بالقصر البلدي بشيشاوة.
وهذا الديوان الموقع فريد في بابه، تتساوق فيه تجربتان إبداعيتان، فهو يضم إلى جانب القصائد الشعرية الماتعة التي تفيض إنسانية وتدعو إلى الإخاء والتسامح وتنافح عن حقوق الشعوب المضطهدة، لوحاتٍ فنيةً باذخةَ الجمال للفنان المتمهر لحسن الفرساوي، الذي داعب الحرف العربي، وجعله يتنفس روح قصائد الشاعر برينو مرسيه، ويتكلم بدلالاتها الصامتة وينتشي بأبعادها الإنسانية الخلاقة.
هذا وقد تخللت اللقاء قراءت شعرية ألقاها الشاعر السويسري باللغة الفرنسية مصحوبة بوصلات موسيقية هادئة، تترجم الهدوء ذلك الذي يخيم على شوارع شيشاوة وأزقتها تحت ظلال هذا البرد القارس، وهي قصائد أعاد إلقاءها مترجمةً إلى اللغة العربية الناقد والناشر عبد الغفار السويرجي.. ومما زاد اللقاء بهاءً ورونقًا، قراءات شعرية شارك بها بعض مبدعي مدينة شيشاوة، ومنهم رضوان ايت أحمد الذي تفنن كعادته في تشنيف مساميع الحاضرين بمقاطع من قصائده رغم مهمة تسيير اللقاء التي حدّت من انسياب الكلمات على فيهه. وإلى جانبه تقدم الشاعر الشاب عبد الهادي الخطاري باتحاف الحضور بقصيدتين شعريتين فريدتين، كما تقدم الشاعر الشاب عماد حافص بقراءة قصيدة شعرية ترسم ملامح هذا الوجود الكئيب الذي يعيشه العالم العربي اليوم. وهو الواقع الذي حاول الشاعر الواعد أحمد ابو طرقان أن يجعله مدارا لقصيدة تقدم بقراءتها. واختتمت هذه القراءات بقراءة ماتعة تجمع بين الألق الإبداعي الشعري والإخراج المسرحي تقدم بها الفنان المتعدد والمغمور رشيد ايت أحمد.
وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر السويسري برينو كرسييه المولود سنة 1957، مسلمٌ، قادته أحلامه الإنسانية إلى زيارة العراق والسعودية والمغرب ودول عربية أخرى، فتشبع بهوى المغرب وحب الحضارة الإسلامية، فجادت قريحته بقصائد شعرية غنّاء تفيض إنسانية وتدعونا إلى مدّ جسور التسامح والإخاء مع كلّ الخليين والمتشردين والأبرياء…..
هذا ونوهت الجهات المنظمة لهذا اللقاء، بأحمد الهلال رئيس جماعة شيشاوة، الذي فتح أبواب قصر البلدية في وجه رجال الثقافة والفن والفكر، في سابقة من نوعها، ملتمسين في الوقت ذاته أن تبقى قاعة الجماعة الحاضنة للقاء الثقافي حضنا دافئا للفكر والثقافة والأدب، هذه الأخيرة التي تشكل مدخلات حقيقية لصناعة الذوق الرفيع في المجتمع الشيشاوي الذي لا زالت عاصمة إقليمه تخيط دروب وتجرب وصفات للتنمية البشرية المستدامة.

a 3 a 4 a 5 a 6