انتقادات الملك تعجل باستدعاء العثماني إلى البرلمان للمساءلة

بعدما انتقد الملك محمد السادس في آخر خطاب له الذي ألقاه في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، السياسات الحكومية المتبعة في مجال الشباب، قرر مجلس النواب استدعاء رئيس الحكومة سعد الدين العثماني للمثول أمامه ومساءلته.
مثول رئيس الحكومة أمام الغرفة الأولى سيكون بعد غد الاثنين، وذلك في إطار الجلسة الشهرية الخاصة بمساءلة رئيس الحكومة، وهي أول جلسة من هذا النوع مبرمجة في هذه الدورة.
وتوافقت الأغلبية والمعارضة على توحيد مواضيع الجلسة الشهرية، من خلال محورين، إذ تقرر مساءلة العثماني ضمن المحور الاول حول موضوع السياسيات العمومية في موضوع الشباب وعن أي استراتيجية حكومية وضعتها الحكومة للنهوض بهذه الفئة، فيما تقرر مساءلة رئيس الحكومة في المحور الثاني عن الجهوية المتقدمة، وذلك بعد حوالي سنتين من تطبيق القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية، ومنها القانون التنظيمي المتعلق بالجهات.
وكان الملك محمد السادس قد دعا في في خطابة أمام أعضاء البرلمان، في افتتاح الدورة الخريفية لعام 2017، إلى الإسراع لإخراج المجلس الأعلى للشباب، الذي لم ير النور منذ دسترته سنة 2011.
ووجه الملك، خطابا شديد اللهجة للبرلمانيين، محملا إياهم المسؤولية “أمام الله والملك”، مؤكدا على أن “الاختلالات ليست قدرا محتوما”، داعيا إياهم للمشاركة بفاعلية في حل المشاكل العالقة، وعلى رأسها الإشكاليات التي يتخبط فيها الشباب.
ونبه الملك في خطابه إلى ضرورة الانتباه للتغيرات الاجتماعية التي يعرفها المغرب، مضيفا أنه رغم الجهود المبذولة إلا أن وضعيات الشباب لا تمكنهم من الولوج للخدمات الأساسية، كما أن منظومة التكوين والسياسات العمومية فتأثيرها على أوضاعهم يبقى محدود لضعف نجاعتها.
ودعا الجالس على العرش إلى معالجة أوضاعهم بطرق مبتكرة تحرر طاقاتهم وتوفر لهم الشغل والاستقرار بحلول واقعية.
كما جدد دعوته لإرساء سياسة مندمجة للشباب، تقوم على سياسة تستهدف الأحياء الهامشية والفقيرة ، باستلهام مقتضيات الدستور وانسجاما مع الدراسات المعدة في هذا المجال.