نجاح النسخة الأولى لمهرجان التبوريدا بعاصمة أحمر والإدريسي يؤكد الاستمرار في التخليد السنوي للمهرجان بالمزوضية

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن
عاشت ساحة العروض بمركز جماعة المزوضية، على مدار يوم أمس الأحد 30 أبريل، على إيقاع الطلقات الجماعية لبارود التبوريدا، في تجسيد لحب المزوضيين وقبائل احمر للموروث الثقافي، بحضور عبد المجيد الكاملي عامل إقليم شيشاوة، والوفد المرافق له يتقدمهم كاتب عام عمالة شيشاوة، رئيس المجلس الإقليمي، رئيس قسم الشؤون العامة، حيث كان في استقبالهم كل من الإدريسي رئيس جماعة لمزوضية وقائد قيادة المزوضية وعدد من أعضاء المجلس الجماعي وأعيان المنطقة.
وقدمت لضيوف قبيلة أحمر، عروض راقية من قبل فرسان “السربات” الأربعة عشر التي شاركت في النسخة الأولى لمهرجان تبوريدا المزوضية الذي نظمته جمعية أمل الفروسية لدوار الحجاج، بشراكة مع المجلس الجماعي للمزوضية، عروض حضرة فيها الهدة ( التحية والتسليمة) الفارس المقدم، العلام الذي يتوسط سربة الباردية، وطاعة سلطته التي تسير برزانة وبعد نظر وصرامة، فوق خيول من كل الأنواع بين لزرك، الكمري ولكهم، فوق تراب المحرك ( الملعب) الشاسع وما له من قدسية في طقوس التبوريدا لدى العلامة وفرسانهم، وما زاد من رمزيته القدسية قربه من مسجد مركز المزوضية، حيث علو أذان صلاتي الظهر والعصر مع طلقات البارود.
وشاركت في هذا المهرجان الناجح مجموعة من “السربات” من مختلف مناطق إقليم شيشاوة وجهة مراكش اسفي: فرسان الحسنية للفروسية المزوضية، الخيالة التبوريدة المزوضية، أمل الفروسية الحجاج، فرسان بلدية شيشاوة الخريبات، فرسان الكنثور اليوسفية ورجال أحمر أهديل المتألقة التي قادها العلام عبد الرحمان رفيق الرئيس السابق لجماعة أهديل.
وبحسب الجهات المنظمة، فإن هذا المهرجان يأتي في محاولة جادة من باردية المزوضية لإحياء تراث قبيلة أحمر الجميل والعودة للحضارة، حيث الخيالة “الباردية” وصحاب البارود، بدعم من المجلس الجماعي للمزوضية، للاحتفال بهذا التراث العريق الذ عرف به أمازيغ شمال إفريقيا كخطة للحرب ( الكر والفر) والدي كان يعتمد في القرن 15 على الأقواس والنبال والخناجر.
وتميز هذا المهرجان بالحضور القوي لقضية الصحراء المغربية، من خلال حضور ضيوف من الأقاليم الجنوبية للمملكة ومشاركة فرسان تكنة لوداية في صناعة الفرجة التبوريدة بالزي الحساني الأزرق والعمامة السوداء والسيوف الموضوعة على ظهر الفرسان وطلقاتهم البارودية في اتجاه الأرض كخاصية تميز طلقات الخيالة.

فقرات من عروض خيرة المعلمين، لم يكن الشعر وأغاني الخيالة غائبا فيها، تقول الزجالة المغربية الزهراء الزريق:”يا الشرفة ويا العلامة، سيدي الوالي كيعلم اللامة، وعلى تراب الموسم اليم ملقانا، يالله يا الشرفة مالين الخيل، سلحوا ليا الزين الخيل، سلحوا لي العود البرغي بحوافروا ادق لي في قلبي، وسلحوا لي العود لكهم كيحيد الضيم ويبعد الهم، وسلحوا لي العود لزرق ريال فوق ظهروا كيبرق ومن سبيبو خليو لي فراش قبري”.
وقد استحسنت ساكنة جماعة المزوضية هذه النسخة الأولى للتبوريدا، والمستوى العالي من التنظيم الذي أبانت عليه الجهات المنظمة، معتبرين هذا المهرجان الذي كان أيضا متنفسا تجاريا بالمتنفس الوحيد للساكنة في ظل غياب لأي فضاءات خضراء ولا ملاهي للأطفال بالمركز، وطالبوا المجلس الجماعي بدعم مثل هذه المبادرات التي تحيي التراث اللامادي وتثمنه.
وقبل إسدال الستار عن فقرات هذا المهرجان، وزعت جوائز تقديرية للسربات المشاركة، حيث فازت سربة احمر بقيادة عبد الرحمان رفيق بالمرتبة الثالثة، خيالة الشماعية بالمرتبة الثانية وسربة الخريبات بلدية شيشاوة بالمرتبة الأولى والطقت صور تذكارية بالمناسبة.
من جهته أكد الإدريسي المزوضية، في تصريح خص به “شيشاوة الآن”، أن مهرجان تبوريدا المزوضية في نسخته الأولى كان ناجحا بكل المقاييس، بشهادة الضيوف علما أن الجماعة لأول مرة تحتضن مثل هذه المهرجانات وتميزت بمشاركة مختلف الفرق الفروسية بالإقليم وخارجه، وكشف ذات المتحدث أن السر وراء هذا النجاح يرجع بالأساس إلى التعاون والروح القتالية والمسؤولية التي ميزت الجهات المنظمة.
مؤكدا استمرار المجلس غي دعم هذا المهجران وتأهيله بالموارد البشرية والمالي الكافية مستقبلا حتى يضاهي المهرجانات الوطنية التي تنظم وطنيا، خصوصا أن الجماعة تتوفر على محرك شهد الجميع بتميزه إقليميا وجهويا.