“الأغلبية المعارضة” تدخل ميزانية المجلس الجماعي لمزوضة في دائرة “البلوكاج الجماعي”

عبد الصمد ايت حماد – شيشاوة الآن
للمرة الثانية على التوالي رفض أعضاء المجلس الجماعي، يوم الخميس 24 نونبر، التصويت لصالح مشروع ميزانية 2017، بعد تصويت 17 عضوا من أصل 26 ضد ميزانية أحمد واهروش، الذي ترأس الدورة الاستثنائية في جلستها الثانية، بحضور غالبية أعضاء المجلس الجماعي بمقر الجماعة، وذلك في جلسة وصفت بالأسرع في تاريخ المجالس الجماعية بالمغرب، حيث عقدت أشغالها في 15 دقيقة في واحدة من غرائب الفعل السياسي بإقليم سار فيه كل شيء مباح لتورم الجسم الجماعي وابتلائه بمستشارين لا يقدرون المسؤولية الجماعية.
وافتتحت الدورة على إيقاع ملاسنات كلامية بين الرئيس أحمد واهروش والفايز الحافظ عراب “المعارضة الأغلبية”، الذي طالب الرئيس بجعل الجلسة غير مفتوحة للعموم بناء على مقتضيات المادة 48 من القانون التنظيمي 113-14 وهو الأمر الذي صوت لصالحه 17 عضوا مقابل 9، وهو ما علق عليه الرئيس أمام فعاليات المجتمع المدني وعموم المواطنين المزوضيين بالقول بلهجة امازيغية:”سامحتاغ الإخوان مدناد أورين أتحاضرم” ( الترجمة: نعتذر الإخوان هؤلاء لا يريدون حضوركم في الدورة).
لينتقل بعد ذلك أعضاء المجلس إلى القراءة الثانية للميزانية، حيث أكد أحمد واهروش قبل تلاوة الميزانية من قبل كاتب الدورة، أنه ليس له أي موقف شخصي من تعديل برمجة الميزانية من قبل أعضاء المجلس، لأنها ليست قرانا منزلا، وأنه بإمكان المجلس الجماعي أن يقرروا في البرمجة على حد تعبيره في ذات الدورة.
وبالعودة إلى تفاصيل الدورة فقد رفضت مداخيل التسيير الجماعي من قبل “الأغلبية المعارضة”، وتضم هذه المداخيل ما مجموعه 7.125.600.00 درهم، وهو نفس الشيء بالنسبة لميزانية التجهيز التي رفضت، وبذلك تكون هذه الأخيرة قد دخلت في وضعية الجمود والموت السريري برسم 2017 دون أن تقدم المعارضة أية مقترحات تذكر، وهو ما اعتبره أحمد واهروش رئيس الجماعة بمثابة عربون على خيانة أعضاء المجلس للأمانة والأصوات الانتخابية التي أوصلتهم إلى مواقع المسؤولية بجماعة مزوضة وتركوا أنفسهم رهائن لمصالحهم الضيقة ولتوجيهات بلكطو عراب المعارضة.
وبالمقارنة بين مداخيل التسيير في عهد سابق والرئيس الحالي احمد واهروش، فالملاحظ أن مداخيل التعمير في عهد الأول لا تتجاوز 8000 درهم، فيما في عهد الرئيس الحالي برسم 2016 وصلت 120000 درهم، وهو ما اعتبره واهروش مدخلا لفهم الحكامة المالية الذي نهجه كرئيس بمعية مجلسه، وأضاف أنه لأول مرة في تاريخ الجماعة تسلم لأعضاء الجماعة وثائق مفصلة عن الميزانية عكس المجالس السابقة التي كان فيها الأعضاء يصوتون دون أي اطلاع مسبق على وثائق الميزانية.
وبرفض القراءة الثانية لميزانية المجلس الجماعي لمزوضة برسم 2017، وطبقا للقانون، سيعتمد عبد المجيد الكاملي عامل إقليم شيشاوة آخر ميزانية مؤشر عليها مع مراعاة تطور تكاليف وموارد الجماعة وذلك داخل أجل أقضاء 31 ديسمبر طبقا للمادة 188 من القانون 113-14 المنظم للجماعات الترابية.