*/

الرئيسية > اخبار شيشاوة

الدكتور السعليتي أستاذ علم النفس الاجتماعي يُشَرِّح سيكولوجية عدوانية الإنسان تجاه البيئة ويطالب بتعيير الاستراتيجيات التربوية الإشراطية ببلادنا

  • الإثنين 14 نوفمبر 2016 - 11:40

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن
أكد الدكتور مصطفى السعليتي، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة القاضي عياض، أن الدوافع التدميرية التي يبديها الإنسان تجاه الطبيعة ترجع بالأساس إلى الفراغ الذي يعيشه الإنسان على المستوى الوجودي والاجتماعي والأخلاقي، وشدد على ضرورة تجاوز المقاربة الاختزالية التي يكون فيها الإنسان في فهمه للبيئة يركز فقط على الأشجار والنباتات والمناخ، في الوقت الذي ينبغي الوقوف عند الكيفية التي تتفاعل بها العوامل السيكولوجية والتفاعلات الاجتماعية في التنمية البشرية مادام كل شيء يدور حول سعادة الإنسان، وذلك في مداخلته في الملتقى الإقليمي البيئي الأول الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بمقر عمالة شيشاوة بحضور عبد المجيد الكاملي عامل إقليم شيشاوة وعدد من فعاليات المجتمع المدني ورؤساء المصالح الخارجية وتلاميذ المرسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بشيشاوة.
وأضح الدكتور السعليتي، أن التربية تقدر على كل شيء، من جهة قدرتها على تحويل الإنسان من كائن طبيعي له نزوات تدميرية وانفعالية إلى إنسان يحترم الطبيعة والبيئة بأبعادها الشمولية، وتساءل ذات المتحدث عن مكانة البيئة في التنشئة الاجتماعية قائلا:” هل البيئة لها مكانة مركزية في التنشئة الاجتماعية أم هي غير حاضرة أم تختزل النظافة في تمثل اجتماعي مرتبط بالجسد والبيئة غير حاضرة في التنشئة الاجتماعية؟” واعتبر هذا المفهوم الأخير مفهوما مركزيا كعمليات تربوية التي من خلالها يتعلم الإنسان كيف يعيش في المجتمع ومن خلالها يكتسب المهارات والثقافة الاجتماعية والقيم والمعتقدات التي من خلالها يمكن أن يتعايش مع المجتمع ويحترم القيم والمعايير الاجتماعية، وقال:” عندما تنعدم التنشئة الاجتماعية يخلق لدينا الاضطرابات الاجتماعية وبالتالي تضرر المجتمع بكل مؤسساته خاصة المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية”.
واثار الدكتور السعليتي المختص في علم النفس الاجتماعي، اشكالية في غاية الأهمية، تتعلق بالأساليب المعتمدة في التنشئة الاجتماعية داخل الأسر المغربية، والتي وصفها بالتنشئة الإشراطية، المبنية على ثنائية الثواب والعقاب مع تغليب هذا الأخير، كالقول:” للطفل ان فعلت هذا سأضربك”، وهي نفس المقاربة التنشئوية الحاضرة في التربية على السلامة الطرقية والتربية على احترام البيئة، وقال:” هناك خلل في التنشئة الاجتماعية لابد من الاعتراف به لأنه يفرض نفسه، مما يستلزم إعادة النظر في الاستراتيجيات التربوية وإعادة النظر في الطريقة التي نربي بها، بما يضمن تجاوز المراقبة الخارجية، وعدم اشراطية وقوف رجل الأمن المكلف بمراقبة حركة السير والجولان كمبدأ لاحترام مدونة السير”.
وأضاف في ذات السياق، أن العمل تربويا بالية الخوف من سلطة المراقبة والعقاب، آن الأوان لتجاوزها بعد النتائج التي أصبح المجتمع المغربي يحصدها من وراء هذه الاستراتيجية، وأن التربية التي يمكن أن نقدمها تجاه السلوك البيئي للناشئة هي استدخال المعايير والقيم، حتى يتحول الإكراه الخارجي إلى إكراه داخلي، وبالتالي فالذي يحاسبنا ليس هو الشخص الخارجي بل الضمير الذي يوجهنا في سلوكاتنا على خد تعبيره.
كما استعرض الدكتور السعليتي في ذات اللقاء، قراءة لمسار كرونولوجية التنشئة الاجتماعية ببلادنا، والتي غلب عليها طابع الرقابة والمراقبة الخارجية، داعيا إلى ضرورة التفكير الجماعي بدءا من الفرد في جعل الأشياء تأتي من ذاتها ومن داخل القناعات الفردية للشخص، انطلاقا من مركزي الإنسان في الكون وباعتباره هو كل شيء وبه يمكن أن نضمن مجتمعا راقيا، مستبعدا عدم رغبة الإنسان المغربي في تربية أبنائه تربية مثالية ونموذجية تفرز لنا مواطنا صالحا، بل الطريقة والأسلوب الذي نربي به هو الذي يعاني من الاختلالات والتي تحتاج اليوم إلى حوار مجتمعي، مبني على أساس جعل القيم غير مبنية على العنف والعقاب والرقي بها إلى عقيدة سلوكية فردية وجماعية متبناة وجعل الفرد يحمي البيئة كنتيجة لمشروع تربوي يتجاوز التربية الإشراطية.
bb cc dd ee ff

اقرا أيضا

عبر عن رأيك

الآن تيفي

المزيد


استفثاء

ما هي نوعية المواضيع االتي تفضلون قرائتها على موقعكم شيشاوة الآن

التصويت انظر النتائج

جاري التحميل ... جاري التحميل ...