صراع تزكية رابح والصوفي يضع مقعد برلماني حزب “المصباح” باقليم شيشاوة على كف عفريت

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن
بدا واضحا للمتبعين للمشهد السياسي بإقليم شيشاوة، أن هناك صراعا مستترا بين قيادات حزب العدالة والتنمية بإقليم شيشاوة، خاصة بين البرلماني عبد الرحمان رابح وحمزة الصوفي زعيم بيحيديي شيشاوة في مجلس جهة مراكش اسفي، حول من الأولى منهما للحصول على تزكية الحزب للترشح باسمه في تشريعيات 7 اكتوبر المقبل.
وهنا لابد من اثارة نقطتين في غاية الأهمية، الأولى هي أن الحزب الى حدود اللحظة يراهن فقط على الصورة الاسمية لإبنكيران، وليس على الخدمات العمومية التي قدمتها الكتابة الاقليمية التي أجمع العديد من المتتبعين باقليم شيشاوة، أن الضعف هو الطابع الغالب عليها، ضعف تعكسه نتائج الانتخابات الأخيرة التي كان حريا على حزب المصباح أن يحصل على رئاسة وتسيير عدد من الجماعات الترابية بالإقليم بحجم الاكتساح الواسع الذي حققه الحزب في عدد من الاقاليم الأخرى ببلادنا على حد تعبير متتبعين.
النقطة الثانية، أن تيارا من المناوئين داخل اللعبة السياسية باقليم شيشاوة، سيقدم له اخوان بنكيران حالة تزكية حمزة الصوفي عضو جهة مراكش اسفي، خدمة مجانية، حيث سيكون التنافس محموما بين مرشحي المناطق الجبلية “الشلوح” التي تعرف حضور اقوى المرشحين ( جناح الاستقلالي، الحاج ميلود البامي، بلكطو التقدمي، بوسكري الجبهوي، رحيمي وأكداش التجمعيي) والعديد من الأسماء التي تلعب الادوار الكومبارسية، وذلك في اتجاه تركز المترشحين في هذه المناطق لتشتيت القوى الناخبة فيها والانقضاض على الكتلة الناخبة للمناطق السهلية في أكثر من 10 جماعات ( شيشاوة، سيدي المختار، اهديل، المزوضية، سيدي محمد دليل…).
أما في حالة تزكية البرلماني عبد الرحمان رابح، فإن اللعبة ستوجه من قبل المناوئين الى اذكاء الصراع بين الثنائية الطابوهاتية:” شلح / عروبي” داخل الاقليم، حتى يكون مدبري حزب العدالة والتنمية بالمناطق الجبلية متدمرون داخليا ويعملون لحظتها على افشال تجربة الحزب بالإقليم والقيام بحملة مضادة ضد رابح أو على الأقل البقاء في وضعية “الحياد السلبي”.
غير تزكية البرلماني رابح، سيكون حزب العدالة والتنمية أول الأحزاب التي ستخرج من دائرة الذين سيظفرون بمقعد برلماني بالإقليم، وتبقى حظوظ حمزة الصوفي ضئيلة جدا لكن وفي مقابل تزكية رابح فإن السياسيين بالمناطق السهلية سيرتبون اوراقهم من جديد للبحث عن اليات للوصول الى الكتلة الناخبة.
وضع سياسي يضع اخوان عبد الاله بنكيران بإقليم شيشاوة أمام ضرورة جلوس عقلاء الحزب بالإقليم وبجهة مراكش اسفي ومعهم حكماء الأمانة العامة لتغليب التقدير السياسي العقلاني على “ضريب الكارطا” والتخمين الناتج عن الانطباعات الذاتية القاصرة.