المغرب يحتج على الأمم المتحدة لتسريبها رسالة بان كي مون للملك محمد السادس

لا تنتهي الحرب بين الكلامية بين المغرب والأمم المتحدة، وآخرها احتجاج المغرب على هذه المنظمة بسبب تسريبها رسالة وجهها الأمين العام بان كي مون الى الملك محمد السادس حل سوء الفهم الحاصل حول ملف الصحراء.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دو جاريك أمس الخميس بأن “بان كي مون أرسل خطابا شخصيا إلى الملك محمد السادس، تناول فيه مستجدات الوضع في الصحراء، وحالة التوتر التي تصاعدت بين الجانبين في الفترة الماضية”.
ولم يكشف الناطق عن معطيات الرسالة من بان كي مون الى الملك محمد السادس، ولكنه أشار الى أنها تتعلق ببعثة المينورسو في الصحراء. وكان المغرب قد قام بترحيل 84 من قوات المينورسو واتهم بان كي مون بالانحياز الى جبهة البوليزاريو والجزائر خلال جولته الأخيرة الى شمال إفريقيا. وكان بان كي مون قد وصف الوجود المغربي في الصحراء بأنه “احتلال”.
ولم يتأخر رد المغرب، فقد استغرب السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال تسريب الأمم المتحدة للرسالة الموجهة الى الملك، واصفا التسريب بأنه يتعارض مع “أخلاقيات الأمم المتحدة ويناقض الممارسات الدبلوماسية”.
وقال أن المغرب توصل بالرسالة، وبعد مرور 24 ساعة يتفاجأ المغرب بتسريب الأمم المتحدة للرسالة الى أطراف أخرى.
وفي حادث آخر حول القضية الصحراوية، نقلت وكالة الأناضول انسحاب الوفد المغربي، من الاجتماع السنوي التاسع للجنة الفنية المشتركة بين الاتحاد الإفريقي، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة في أديس أبابا.
وجاء الموقف المغربي، في أول مواجهة من نوعها بين الاتحاد الأفريقي والمغرب، بعد انسحاب الأخيرة من الاتحاد الإفريقي، عام 1984 وأعادت فتح سفارتها في أديس أبابا عام 2005، وبدأت أنشطتها في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وقاطعت جميع أنشطة الاتحاد.
والأسباب التي قدمتها الرباط للانسحاب، تدور حول “عدم وجود إجراءات ولوائح داخلية مشتركة للاجتماع بين الاتحاد الأفريقي، واللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة”.
بينما أرجع دبلوماسي إفريقي في تصريحات لوكالة الأناضول انسحاب المغرب إلى “مشاركة “البوليزاريو” في الاجتماع المشترك من جانب الاتحاد الإفريقي، فيما شاركت المغرب من جانب اللجنة الاقتصادية لإفريقيا”.
وخلف القرار المغربي انقساما وسط الوفود الإفريقية، فقد ساندته بعض الدول الإفريقية المسماة الفرنكفونية مثل السنغال وساحل العاج، وتحفظت دول أخرى تنتمي الى إفريقيا الناطقة بالانجليزية وعلى رأسها جنوب إفريقيا.
وسينظر مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل في التقرير الذي سيرفعه له بن كي مون حول نزاع الصحراء المغربية وقد يصدر قراره نهاية الشهر الجاري.ا
ويهدد البوليزاريو بالعودة الى السلاح إذا تخلى المجلس عن استفتاء تقرير المصير. وتطرح المملكة المغربية الحكم الذاتي كحل للقضية الصحراوية.