خبراء في التربية يناقشون قضايا الابتكار البيداغوجي في ندوة دولية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بآسفي

عبد الصمد أيت حماد – شيشاوة الآن

في إطار تنفيذ أحكام القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتفعيلا لتوجيهات الوزارة الوصية على القطاع الرامية إلى تسريع وتيرة تنزيل المشاريع الاستراتيجية لهذا القانون-الإطار، وبخاصة ما تعلق منها بالنهوض بالبحث العلمي في المجال التربوي ومأسسته وفق ما ورد في النتيجة رقم 5 من الهدف الخاص الثاني من المشروع رقم 9 المتعلق بتجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية، نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة مراكش آسفي يوم الخميس 28 نونبر، باقتراح من مختبر “الدراسات حول التربية والبيئة والتنمية المستدامة”، وبشراكة مع مختبر “تكامل المناهج في تحليل الخطاب”، بكلية اللغة العربية مراكش، ندوة دولية في موضوع: “الابتكار البيداغوجي وديدكتيك المواد: نحو بدائل تعليمية جديدة”. وقد عمل على تنسيق هذه الندوة كل من الأساتذة الباحثين: الدكتور رضوان كعية والدكتور إبراهيم التركي والدكتور فؤاد الكحل والدكتور أحمد أزهر.

ويسعى هذا اللقاء العلمي إلى فتح حوار أكاديمي وتربوي حول “الابتكار البيداغوجي” في المجال التربوي، وتبادل الآراء في الموضوع وطرح الإشكالات المرتبطة بصعوبات التنزيل والبحث عن سبل كفيلة بحلها، وذلك من خلال: رصد مظاهر الابتكار البيداغوجي في المنهاج الدراسي المغربي من خلال تجارب وطنية ودولية؛ إبراز صعوبات تنزيل التجديد التربوي والابتكار البيداغوجي في ديداكتيك المواد؛ اقتراح مخططات لبدائل تعليمية جديدة قابلة للتجريب بالمدرسة المغربية؛ مساءلة هذه البدائل عن فاعليتها ونجاعتها في الرقي بجودة التعلم؛ تجويد الممارسات المهنية في مجال التربية والتكوين وتطويرها بما يعود بالنفع على المدرسة المغربية.

ومن أجل مناقشة هذا الموضوع، اجتمع عدد من المتخصصين والأكاديميين المهتمين بقضايا التربية والتكوين من داخل الوطن وخارجه، وقدّموا مداخلات ووجهات نظر في موضوع الابتكار البيداغوجي تنظيرا وممارسة، قصد تقاسم تجاربهم ومناقشتها مع الحاضرين الذين حجّوا إلى القاعة الكبرى للندوات بالفرع الإقليمي بآسفي، وقدّموا ملاحظات وجيهة واستفسارات قيّمة، تفاعل معها السادة المتدخلون من منطلق كفاياتهم العلمية وتجربتهم المهنية التي راكموها في التدريس والتكوين.

وقد عرفت ندوة “الابتكار البيداغوجي وديدكتيك المواد: نحو بدائل تعليمية جديدة” حضورا وازنا لمختلف المتدخلين في الشأن التربوي من أساتذة باحثين ومفتشين وأطر إدارية وطلبة، حرصوا على تتبع أعمال الندوة من أولها إلى آخرها، خصوصا أنهم وجدوا في مادة المداخلات ما يغطّي تخصصات متنوعة، تنوعت بين: الأسس النظرية للابتكار البيداغوجي وكذا مرجعياته، بالإضافة إلى مظاهر الابتكار البيداغوجي في المنهاج الدراسي من قبيل (الذكاء الاصطناعي، الخريطة التفاعلية، التعليم الهجين، التعلم النشط…)، كما قدم المتدخلون أيضا مقترحات مبتكَرة وبدائل تعليمية جديدة تهمّ ديدكتيك عدد من المواد المدرَّسة كاللغات (العربية والفرنسية والإنجليزية) والتاريخ والجغرافيا، وعلوم الحياة والأرض…

قد اختتمت الندوة بالتأكيد على الحاجة الملحة إلى تقاسم التجارب والخبرات في هذا المجال مع مختلف مؤسسات البحث العلمي التي تعنى بالابتكار البيداغوجي وديداكتيك المواد حتى نحقق الأهداف المتضمنة في خارطة الطريق 2022-2026، وتأهيل جيل جديد من أطر هيئة التدريس يستجيب لانتظارات كافة المتدخلين في منظومة التربية والتكوين بالمغرب.