الديبلوماسية الأكاديمية في خدمة القضية الوطنية موضوع المنتدى الترافعي الأول بكلية الحقوق بمراكش

توفيق عطيفي – شيشاوة الآن
احتضن رحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض، يوم أول أمس الجمعة 16 يونيو، الدورة الأولى لمنتدى الترافع الأكاديمي حول قضية الصحراء المغربية تحت شعار: “الديبلوماسية الأكاديمية في خدمة القضية الوطنية”، وذلك بحضور عدد من المسؤولين القضائيين عن الدائرة الاستئنافية لمراكش واسفي والنقباء وباحثين ومهتمين بمسارات النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من مختلف الجامعات والمدن المغربية وخاصة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
عبد الكريم الطالب، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، أكد في كلمته الافتتاحية التي استهلها بتهنئة زميله الدكتور محمد الغالي على تعيينه عميدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، (أكد) أن القضية الوطنية قضية كل المغاربة، وإذا كانت الديبلوماسية الرسمية المغربية قد حققت مكتسبات مهمة لقضية الصحراء المغربية، فإنها اليوم تتمتع بدعامات معززة لها من ديبلوماسية حضارية الى ديبلوماسية جامعية والتي انخرطت فيها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، واصفا الباحثين بسفراء للقضية من موقع العلم والخبرة لزوايا ملف الصحراء من مداخل علم العلاقات الدولية والترافع في المحافل العلمية الوطنية والدولية لصالحها.
من جهته قال الدكتور محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، أن العالم بات اليوم يعرف تحولات جيوسياسية جمة، وان الوعي والذكاء الجماعي للامة المغربية الذي يجسده الدستور المغربي لسنة 2011 أوصلنا الى اعتبار القضية الوطنية من منطلقات دوام واستمرارية هذه الأمة، وأن الترافع الجامعي يشكل صيغة من صيغ العمل الديبلوماسي، حيث كانت كلية الحقوق حاضنة في أكثر من مناسبة لفعاليات علمية دولية ووطنية لمقاربة القضية وفي اطار إلتقائي بين المختبرات العلمية للكلية، وذلك لغاية تحقيق اختراقات، لا سيما امام ما حققته الديبلوماسية الملكية من نقط إيجابية لفائدة القضية وما تحتاجه من تعاضد وتعاون لكل مكونات الأمة المغربية.
ووصف الدكتور محمد محروك رئيس شعبة القانون الخاص، الدورة الترافعية الأولى لهذا المنتدى بالملحمة الجامعية والعمل التكاملي بين الديبلوماسية الرسمية والديبلوماسية الموازية التي تعمل الجامعة على المضي فيها لتقوية المغرب واستقراره، وشدد أن مثل هذه المبادرة يمكن من خلالها بناء خطة عمل ديبلوماسية لبناء تصور مشترك لتطوير التعاون بين الديبلوماسيتين، كما تشكل فرصة للتعريف بالأبحاث العلمية النوعية حول قضية الصحراء ومساهمة الجامعة عبر خلق بنيات بحث كالمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول قضايا الصحراء إضافة الى تخصيص الجوائز لفائدة الأبحاث ضمن ذات بنية البحث مثل “أطروحتي في 10 دقائق” وحدث اليوم، والتي تشكل كلها مبادرات مرسخة لمغربية الصحراء ودافع لبدل جهود أوسع لتقديم الحقائق التاريخية وتفنيد كل الأطاريح المغرضة التي تكذبها الحقائق الجغرافية والتاريخية على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته قالت الدكتورة السعدية الماجدي في كلمة لها باسم المختبرات العلمية المشاركة في فعاليات هذا المنتدى، كشفت أن المنتدى الترافعي الأول، خطة أكاديمية لبناء استراتيجية علمية وواعية وبناء حس الترافع العلمي لدى الطلبة والباحثين، وبداية التحضير لمحاكمة افتراضية دولية حول ملف الصحراء، وأن هاته الغايات الكبرى التي كانت موضوع دراسة علمية واعية بتأثيرها في الزمنيين الجامعيين القريب والمتوسط بمعية الدكتور لطيفة قبيش، باعتبار الترافع اليوم بمختلف اشكاله ومستوياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بات الأسلوب الأنجع لخدمة القضايا النزاعية، مما اعتبرته أمرا يستدعي الحذر والموضوعية وتشجيع الحوار البناء، مبرزة أن هذه المبادرة لقيت في مهدها احتضانا من طرف الدكتور الغالي مدير مختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات، والدكتور إدريس الكريني مدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات السياسية، والدكتور عبد الكريم بوخنوش مدير مختبر الدراسات والأبحاث الجنائية والإدارية والدكتور الهلالي الغالي مستشار بديوان وزير الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج سابقا.
هذا فقد قاربت المداخلات العلمية التي تخللت هذا المنتدى الأكاديمية طروحات متمحورة حول أهمية الترافع الأكاديمي في سياق الإيجابية والمكتسبات التي تواصل الديبلوماسية المغربية حصادها وفي سياق التحولات الجيواستراتيجية التي تعرفها القارة الافريقية ونظام القوى الدولية، وكذا الحاجة لمأسسة آليات الترافع الجامعي والأكاديمي وتعميق بنيات البحث حول قضايا الصحراء.
وقد أكد المشاركون في هذا المنتدى من خلال نص برقية مرفوعة الى جلالة الملك محمد السادس والتي تلاها الدكتور عبد الرحيم بنبوعيدة، أن تنظيم هذه الفعالية نابع مما توليه المؤسسة الملكية لقضية الصحراء المغربية من عناية مركزية وبهدي سديد ومعها إرادة المغاربة ودعوة جلالته كل من موقعه الى الترافع لفائدة القضية الأولى والتعبئة لصالح عدالتها، وفي اطار التنزيل لأهداف الديبلوماسية الجامعية الموازية التي تروم الى التأسيس للترافع الأكاديمي والذي يأمل المشاركون أن تكون قيادته من طلاب جامعة القاضي عياض باشراف وتأطير من نخبة من الأساتذة الجامعيين المتملكين لخبرة عن مسارات قضية الصحراء المغربية والذين انكبوا عن تأطير نخبة وعينة من الشباب من أجل الانتصار لقضايانا الوطنية.
وأضافت البرقية الموجهة الى جلالة الملك، أن المنتدى عرف مشاركة قضاة ومحامون وهيئات حقوقية دولية ووطنية وطلبة الجامعة، والذين أجمعوا كلهم على الامتثال لتوجيهات جلالة الملك السامية في الخطابات الداعية الى التفاف مكونات الأمة حول قضيتنا الترابية الأولى.