و.م.ع
يعد النهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وبحقوقهم واندماجهم في المجتمع، تحديا كبيرا، إلا أنه سرعان ما تحول إلى شغف يومي لرقوش لشهب، الناشطة الجمعوية المثابرة، التي تغلبت على الصعوبات من أجل سعادة ورفاهية هذه الفئة الاجتماعية.
بدأت هذه الأم لثلاثة أطفال، الاهتمام الجاد بقضايا الإعاقة والقرب من الأشخاص الذين يعانون منها في إقليم شيشاوة، يوم أنجبت طفلة صغيرة مصابة بثلاثي الصبغي، وقررت الانخراط في “النضال” إلى جانب هذه الشريحة الاجتماعية، بهدف توفير ظروف عيش كريم لها وحماية حقوقها.
ومن أجل انعكاس مجهوداتها على أرض الواقع وتأطير أنشطتها بشكل أفضل في مكافحة الإعاقة، أحدثت هذه التقنية المتخصصة في التكنولوجيا التطبيقية، في 29 يونيو 2006، جمعية “الخير” للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل ترسيخ ثقافة العمل الجمعوي، وإعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص وإعدادهم لدمجهم وضمان الخدمات الطبية والتعليمية لهم، مع استفادتهم من التكوين المناسب.
وتسهر هذه الجمعية، المكلفة بتدبير مركز تأهيل ودمج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أحدثته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على تشجيع وتطوير كفاءات هذه الفئة الاجتماعية على الصعيد النفسي والرياضي والفني وتنظيم أنشطة مخددة، وخلق مشاريع مربحة لصالح هذه الفئة، ومحاربة الأمية والهدر المدرسي.
ولا تتردد لشهب، في إطار كفاحها اليومي ضد الإعاقة ومتابعة ومواكبة المستفيدين من مختلف الخدمات التي تقدمها جمعيتها، في الاستماع إلى هؤلاء الأشخاص وأقربائهم، من خلال التواجد الدائم على مقربة منهم والإحساس بمعاناتهم والتعرف على انتظاراتهم، من خلال منحهم بارقة أمل.
وتواجه بتفاؤل دائم، شعارها في الحياة، بهدوء وشجاعة كل التحديات، وتستمر في غرس ثقافة الأمل في كل من تصادفه، انطلاقا من قناعتها وإيمانها وتربيتها المعتمدة على القيم الإسلامية.
ولا تكتفي لشهب بعملها الجمعوي، فإلى جانب وظيفتها في الإدارة العمومية، فهي عضوة باللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، وفي القسم الإقليمي للمركز المغربي لحقوق الإنسان، واتحاد الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بمراكش، وكذلك اللجان الاستشارية “المساواة ومقاربة النوع” في عدة هيئات منتخبة، بالإضافة إلى إتقانها للغات (الإنجليزية والعربية والفرنسية والأمازيغية).
ولم تتردد لشهب، في تصريح لـ (إم 24) القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، في رواية بدايتها في النضال لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ما دفعها إلى المثابرة حتى انتخابها سنة 2006 رئيسة لجمعية “الخير” مع الالتزام بتحقيق نتائج ملموسة لصالح هذه الفئة من المجتمع على مستوى الإقليم.
وأشادت بإحداث مركز تأهيل وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة سنة 2015 بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، معربة عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الرعاية السامية، التي يحيط بها جلالته هذه الفئة الاجتماعية، من أجل النهوض بحقوقها، وتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.
وأشارت إلى رغبتها في أن يستفيد هذا المركز، الذي يقدم الرعاية لجميع أشكال الإعاقة، من التوسيع خصوصا بسبب الحاجة الملحة في هذا المجال، منوهة بإحداث مركزين آخرين مشابهين، الأول دخل حيز الخدمة في إيمنتانوت والثاني على وشك الانتهاء من أشغال البناء في سيدي المختار.
وتابعت أن عدد المستفيدين بلغ ما يقارب 200 مستفيد، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز 160 مستفيدا، مشيدة بالجهود التي بذلها العديد من الشركاء من أجل تحقيق نتائج إيجابية ومشجعة، كما يتضح من خلال عدد الأطفال ذوي الإعاقة الذين نجحوا في الاندماج في المدرسة، بفضل جودة العمل والتكوين المقدم داخل هذا المركز، وذلك بفضل تعبئة حوالي 20 إطارا تربويا و 12 إطارا شبه طبي (مقومو النطق والمعالجون النفسيون والأطباء النفسيون والمعالجون الفيزيائيون).
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الإقليمية، وعددا كبيرا من الفاعلين يعملون من أجل تمكين هذا المركز من توصيل خدماته إلى مناطق مختلفة، توجد بها أعداد مهمة من الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة.