وعلى امتداد ساعتين من الزمن، نجح “لارتيست”، الذي حقق صيتا واسعا خلال السنوات الأخيرة، في استمالة الجمهور الذي غصت به جنبات فضاءات العرض، في لقيا جديدة وحميمية بعد سنتين من التوقف الناجم عن جائحة (كوفيد-19).
وقدم “لارتيست” بسخاء أغاني ريبيرتواره الفني الممتد، ملتحفا بالعلم المغربي، من قبيل “شوكولا” و”كلونديسيتينا”، و”مافيوزا”، و”اللي فات مات”.
وبفضل شعوره الوطني العالي واعتزازه الكبير بالانتماء للمغرب، لم ينفك “لارتيست”، وهو يغني بسلاسة بالفرنسية والعربية والأمازيغية، يدعو الشباب إلى المثابرة والثبات والانخراط الطوعي في كل المجهودات التي تبذلها المملكة على درب التقدم والتنمية والازدهار.
وفي كلمة بالمناسبة، عبّر “لارتيست” عن فرحته الغامرة بالحضور إلى المغرب “الأمة العظيمة، والبلد الكبير والجميل الأقرب إلى قلبه”، والتواجد بـ” إمنتانوت الغنية بتاريخها وأصالتها وتقاليدها”، مؤكدا أن هذا المهرجان يمنح الفرصة لإبراز كل الغنى الذي تزخر به “أرض التسامح هاته، والحب والإخاء وحسن الوفادة”.
وفي وقت سابق، كان الجمهور على موعد مع عرض موسيقي للفنانة الأمازيغية الشعبية فاطمة تمنارت.
وأعرب رئيس جمعية إمنتانوت للحوار الثقافي الفني، طه حسين بوروا، في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن اعتزازه لرؤية المهرجان يجدد الوصل مع الجمهور، بعد سنتين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، مشيدا بموضوع المهرجان الذي يتناول “إمنتانوت: الأرض المرآة لمغرب التعايش والحرية”.
وأضاف أن المهرجان، الذي يعرف هذه السنة برمجة غنية ومتنوعة تحتفي بجميع الأشكال الفنية على النحو الذي يرضي مختلف الأذواق الموسيقية، مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة حرصت على دعوة عدد كبير من نجوم الأغنية المغربية والأمازيغية والحسانية، وشتى الأنماط الشعبية والراب والأغاني والرقصات الشعبية المميزة.
وبعدما سلط الضوء على أهمية هذا المهرجان من حيث الترويج لمدينة إيمنتانوت على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية، أشاد السيد بوروا بجهود السلطات وجميع الشركاء على دوام التعبئة من أجل إنجاح هذا المهرجان.
وتتواصل هذه التظاهرة الفنية والثقافية، المنظمة من طرف جمعية إمنتانوت للحوار الثقافي الفني والمجلس الجماعي لإمنتانوت، بشراكة مع كل من وزراتي الثقافة والشباب والتواصل والداخلية، ومجلس جهة مراكش – آسفي، على مدى خمسة أيام، احتفاء بمختلف الأصناف الفنية، واستجابة لشتى الأذواق الموسيقية.
وسيكون الجمهور كذلك على موعد مع الفنانين سعيدة شرف، وسعيد الصنهاجي، وعادل الميلودي، ومغني الراب المغربي محمد الهادي المزوري المعروف فنيا باسم “مسلم”.
كما يعرف المهرجان مشاركة مايسترو الأغنية الأمازيغية بإقليم شيشاوة أوطالب المزوضي، والفنانين الحسين الطاوس، وسعيد أسمغور الصادح بدوره بالإيقاعات الأمازيغية.
ولإنجاح هذه التظاهرة، لم تدخر إدارة المهرجان، كما مختلف المصالح المختصة بمدينة إمنتانوت، جهدا من أجل توفير الموارد اللوجستية والبشرية اللازمة حتى يساهم هذا المهرجان في تعزيز التنشيط الثقافي والفني لهذا الحيز من التراب الوطني.