جمعية اروهالن للتنمية والتضامن تعطي انطلاقة ورش صيانة طرق قروية

حسن العوام – شيشاوة الآن

أعطت جمعية اروهالن للتنمية والتضامن يوم أمس الثلاثاء 23 غشت، انطلاق الورش المتعلق بتنقية وصيانة المسالك الطرقية الرابطة بين مركز الجماعة القروية لاروهالن وكل من دواري ازاريفن وتلرين، وذلك بشراكة مع عمالة اقليم شيشاوة والمجلس الاقليمي.

ومن المنتظر أن تستغرق أشغال هذا الورش أربعة أشهر الورش ضمن الدفعة الثانية لحصة الاقليم في اطار البرنامج الحكومي “أوراش “. ويستخدم هذا البرنامج توفير 250 ألف فرصة شغل مباشرة ومؤقتة خلال سنتي 2022 و2023، والرامية الى التخفيف من آثار كوفيد 19 في صفوف الذين فقدوا عملهم بفعل الجائحة أو الذين يجدون صعوبة في ايجاد شغل، وذلك في اطار عقود عمل خاصة تبرمها جمعيات المجتمع المدني والتعاونيات مع احترام الحد الأدنى للأجور والاستفادة من التغطية الصحية ومن التعويضات العائلية .

فبالإضافة الى تحقيق الهدف الأساس من هذا الورش، وهو توفير مناصب الشغل لبعض ساكنة المنطقة، فان استهداف الجمعية لصيانة المسالك الطرقية وجعلها أولوية وتقديمها على باقي مجالات برنامج أوراش، يعكس،حسب أحد أعضاء الجمعية، الحاجة الملحة للعناية بالطرق المؤدية لمختلف دواوير الجماعة في أفق تعبيدها، مضيفا في هذا الصدد أن ساكنة المنطقة استبشرت خيرا بالاهتمام الواضح الذي يوليه عامل الاقليم بوعبيد الكراب لهذه الجماعة من خلال الزيارات التفقدية المتكررة، والسهر على تتبع الأوراش المفتوحة بها بما فيها الطرق، وذلك على غرار تعبيد مسالك طرقية بكل من الجماعتين المجاورتين أفلا يسن وتمزكادوين.

وقد شكل الانتهاء أخيرا من الطريق الاقليمية 2032 المؤدية الى منطقة تمارووت التي تشكل الجزء الجبلي من جماعة اروهالن، نموذجا لهذا الاهتمام من المسؤول الأول بالاقليم وخطوة مهمة في سبيل تنمية هذا الجزء من الجماعة، اذ يمكن لمنطقة تمارووت أن تشكل مستقبلا قطبا سياحيا جذابا، ويؤمل أن يتم تعبيد مقاطع طرقية أخرى بالجماعة في اطار مختلف برامج فك العزلة عن المناطق القروية بالاقليم، بل إن تشبيك هذه المسالك الطرقية والربط بينها على مستوى الجماعات الثلاثة سيشكل مستقبلا رافعة لاقتصاد المنطقة ككل. ويعيد للطريق التاريخية المارة عبر تيزي( معاشو) مكانتها التي فقدتها مع انشاء الطريق الوطنية رقم 8 بين مراكش وأكادير، مطلع السبعينات من القرن الماضي، فمن يصدق أن حافلة كانت تمر بمركز جماعة اروهالن الحالي، حيث تقل ساكنة اروهالن والمناطق المجاورة نحو مراكش أو أكادير، إذ يستدعي اليوم هذا الأمر التنقل الى امنتانوت؟
وبالعودة الى المسلك الطرقي المؤدي الى دوار ازاريفن، والذي يستهدف هذا الورش صيانته، فقد عملت جمعية اروهالن للتنمية والتضامن على فتحه سنة 2012، وداومت منذ ذلك على العنايه به وصيانته. غير أن الفاعل الجمعوي المشرف على الورش والذي ينحدر من الدوار نفسه، يعتبره الأكثر وعورة ضمن دواوير الجزء السفلي للجماعة، اذ يطرح الولوج الى هذا الدوار بعض الصعوبة خصوصا في مواسم تساقط الأمطار، قد يصل الأمر الى عزله عزلة تامة ، بفعل وجوده في منحدر وتشكل الوحل في أكثر مقاطعه، وهو المسلك الرئيس الرابط بين الدوار ومركز الجماعة وسوق الأحد الأسبوعي والمستوصف المحلي.

ومن هذه الصعوبات التي تحتفظ بها ذاكرة ساكنة دوار ازاريفن في هذا الشأن، توقف سيارة نقل الموتى في مدخل الدوار واضطرار اسرة الفقيدة لنقل جثمانها الى المقبرة على نعش خشبي مشيا على الأقدام في الوحل و تحت أمطار غزيرة، وكذلك غوص عجلات احدى الشاحنات بالكامل في الوحل في وسط الدوار، لم يتم تحريرها منه الابعد ثلاثة أيام و بعد جهود مضنية. لذلك ونظرا لمحدودية امكانات الجمعية مقابل الحاجة الدائمة للصيانة، فان الجمعية والساكنة يتمنون ادراج هذه الطريق ضمن المسالك التي سيتم تعبيدها في الجماعة مستقبلا، لتنتهي معاناتهم معها خصوصا أنه لا يتجاوز طولها بضع كيلومترات.